بسمه تعالى 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 8 

 

[ 1 ] 

بسم الله الرحمن الرحيم 

* ( أبواب احتجاجات ) * 

* ( أمير المؤمنين صلوات الله عليه وما صدر عنه من جوامع العلوم ) * 

* ( باب 1 ) * 

* ( احتجاجه صلوات الله عليه على اليهود في أنواع كثيرة من العلوم ) * 

* ( ومسائل شتى ) * 

1 - ل : علي بن أحمد بن موسى ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، عن بكر 

ابن عبدالله بن حبيب ، عن عبدالرحيم بن علي بن سعيد الجبلي الصيدناني ، وعبدالله بن 

الصلت - واللفظ له - عن الحسن بن نصر الخزاز ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن 

نصر ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن عبدالله بن عباس قال : قدم يهوديان أخوان 

من رؤساء اليهود إلى المدينة ، فقالا : ياقوم إن نبيا حدثنا عنه أنه قد ظهر بتهامة نبي 

يسفه أحلام اليهود ، ويطعن في دينهم ، ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا ، 

فأيكم هذا النبي ؟ فإن يكن الذي بشر به داود آمنا به واتبعناه ، وإن لم 

يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول الشعر يقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا ، 

فأيكم هذا النبي فقال المهاجرون والانصار : إن نبينا محمدا صلى الله عليه وآله قد قبض . فقالا : 

الحمد لله فأيكم وصيه ؟ فما بعث الله عزوجل نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه 

من بعده ويحكي عنه ماأمره ربه ، فأومأ المهاجرون والانصار إلى أبي بكر ، فقالوا : 

هذا ( هو خ ل ) وصيه . 

[ 2 ] 

فقالا لابي بكر : إنا نلقى عليك من المسائل ما يلقى على الاوصياء ، ونسألك عما 

تسأل الاوصياء عنه . فقال لهما أبوبكر : ألقيا ما شئتما اخبر كما بجوابه إن شاء الله تعالى . 

فقال أحدهما : ما أنا وأنت عندالله عزوجل ؟ وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا 

قرابة ؟ وما قبر سار بصاحبه ؟ ومن أين تطلع الشمس ؟ وفي أين تغرب ( تغيب خ ل ) ؟ وأين 

طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك ؟ وأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟ 

وربك يحمل أو يحمل ؟ وأين يكون وجه ربك ؟ وما اثنان شاهدان ، واثنان غائبان ، 

واثنان متباغضان ؟ وما الواحد ؟ وما الاثنان ؟ وما الثلاثة ؟ وما الاربعة ؟ وما 

الخمسة ؟ وما الستة ؟ وما السبعة ؟ وما الثمانية ؟ وما التسعة ؟ وما العشرة ؟ وما 

الاحد عشر ؟ وما الاثنا عشر ؟ وما العشرون ؟ وما الثلاثون ؟ وما الاربعون ؟ وما 

الخمسون ؟ وما الستون ؟ وما السبعون ؟ وما الثمانون ؟ وما التسعون ؟ وما المائة ؟ . 

قال : فبقي أبوبكر لا يرد جوابا ، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الاسلام ، فأتيت 

منزل علي بن أبى طالب عليه السلام فقلت له : يا علي إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة و 

ألقوا على أبي بكر مسائل فبقي أبوبكر لا يرد جوابا ، فتبسم علي عليه السلام ضاحكا ثم 

قال : هو اليوم الذي وعدني رسول الله صلى الله عليه وآله به ، فأقبل يمشي أمامي ، وما أخطأت 

مشيته من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول 

الله صلى الله عليه وآله ، ثم التفت إلى اليهوديين فقال عليه السلام : يا يهوديان ادنوا مني وألقيا علي ما 

ألقيتماه على الشيخ . 

فقال اليهوديان : ومن أنت ؟ فقال لهما : أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب 

أخو النبي صلى الله عليه وآله ، وزوج ابنته فاطمة ، وأبوالحسن والحسين ، ووصيه في حالاته 

كلها ، وصاحب كل منقبة وعز ، وموضع سر النبي صلى الله عليه وآله . 

فقال له أحد اليهوديين : ما أنا وأنت عندالله ؟ وقال عليه السلام : أنا مؤمن منذ عرفت 

نفسي ، وأنت كافر منذ عرفت نفسك ، فما أدري ما يحدث الله فيك يا يهودي بعد ذلك . 

فقال اليهودي : فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟ قال عليه السلام : ذاك 

يونس عليه السلام في بطن الحوت . 

[ 3 ] 

قال له : فما قبر سار بصاحبه ؟ قال : يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر . 

قال له : فالشمس من أين تطلع ؟ قال : من قرني الشيطان . قال : فأين تغرب 

( تغيب خ ل ) ؟ قال : في عين حامئة ، قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تصلى في إقبالها 

ولا في إدبارها حتى تصير مقدار رمح أور محين . 

قال : فأين طلعت الشمس ثم لم تطلع في ذلك الموضع ؟ قال : في البحر حين فلقه 

الله لقوم موسى عليه السلام . 

قال له : فربك يحمل أو يحمل ؟ قال : إن ربي عزوجل يحمل كل شئ 

بقدرته ولا يحمله شئ . قال : فكيف قوله عزوجل : " ويحمل عرش ربك فوقهم 

يومئذ ثمانية " ؟ قال : يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السماوات وما في الارض وما بينهما 

وما تحت الثرى ؟ فكل شئ على الثرى ، والثرى على القدرة ، والقدرة به تحمل كل شئ . 

قال : فأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟ قال : أما الجنة ففي السماء ، و 

أما النار ففي الارض . 

قال : فأين يكون وجه ربك ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام لي : يا ابن عباس ائتني 

بنار وحطب ، فأتيته بنار وحطب فأضرمها ، ثم قال : يا يهودي أين يكون وجه هذه 

النار ؟ قال : لا أقف لها على وجه . قال : فان ربي عزوجل عن هذا المثل وله المشرق 

والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله . 

فقال له : ما اثنان شاهدان ؟ قال : السماوات والارض لا يغيبان ساعة . قال : فما 

اثنان غائبان ؟ قال : الموت والحياة لا يوقف عليهما . 

قال : فما اثنان متباغضان ؟ قال : الليل والنهار . 

قال : فما الواحد ؟ قال : الله عزوجل : قال : فما الاثنان ؟ قال : آدم وحواء . قال : 

فما الثلاثة ؟ قال : كذبت النصارى على الله عزوجل قالوا : ثالث ثلاثة ، والله لم يتخذ 

صاحبة ولا ولدا . 

قال : فما الاربعة ؟ قال : القرآن والزبور والتوراة والانجيل . قال : فما الخمسة ؟ 

قال : خمس صلوات مفترضات . قال : فما الستة ؟ قال : خلق الله السماوات والارض 

وما بينهما في ستة أيام . 

[ 4 ] 

قال : فما السبعة ؟ قال : سبعة أبواب النار متطابقات . قال : فما الثمانية ؟ قال : 

ثمانية أبواب الجنة . قال : فما التسعة ؟ قال تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون . 

قال : فما العشرة ؟ قال : عشرة أيام العشر . قال : فما الاحد عشر ؟ قال : قول يوسف 

لابيه : " يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " . 

قال : فما الاثنا عشر ؟ قال : شهور السنة . 

قال : فما العشرون ؟ قال : بيع يوسف بعشرين درهما . قال : فما الثلاثون ؟ قال : 

ثلاثون يوما شهر رمضان صيامه فرض واجب على كل مؤمن إلا من كان مريضا 

أو على سفر . 

قال : فما الاربعون ؟ قال : كان ميقات موسى عليه السلام ثلاثون ليلة فأتمها الله عزو 

جل بعشر ، فتم ميقات ربه أربعين ليلة . 

قال : فما الخمسون ؟ قال : لبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما . 

قال : فما الستون ؟ قال : قول الله عزوجل في كفارة الظهار : " فمن لم يستطع 

فإطعام ستين مسكينا " إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين . 

قال : فما السبعون : قال : اختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقات ربه عزوجل . 

قال : فما الثمانون ؟ قال : فرية بالجزيرة يقال لها ثمانون ، منها قعد نوح عليه السلام 

في السفينة واستوت على الجودي وأغرق الله القوم . 

قال : فما التسعون ؟ قال : الفلك المشحون ، اتخذ نوح عليه السلام فيه تعسين بيتا 

للبهائم . 

قال : فما المائة ؟ قال : كان أجل داود عليه السلام ستين سنة فوهب له آدم عليه السلام 

أربعين سنة من عمره ، فلما حضرت آدم الوفاة جحد فجحدت ذريته . 

فقال له : يا شاب صف لي محمدا كأني أنظر إليه حتى اومن به الساعة ، فبكى 

أميرالمؤمنين عليه السلام ثم قال : يا يهودي هيجت أحزاني ، كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله 

صلت الجبين ، مقرون الحاجبين ، أدعج العينين ، سهل الخدين ، أقنى الانف ، دقيق 

المسربة ، كث اللحية ، براق الثنايا ، كأن عنقه إبريق فضة ، كان له شعيرات من 

[ 5 ] 

لبته إلى سرته ملفوفة كأنها قضيب كافور لم يكن في بدنه شعيرات غيرها ، لم يكن 

بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر ، كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره ، وكان إذا 

مشى كأنه ينقلع من صخر أو ينحدر من صبب ، كان مدور الكعبين ، لطيف القدمين ، 

دقيق الخصر ، ( 1 ) عمامته السحاب ، وسيفه ذوالفقار ، وبغلته دلدل ، وحماره اليعفور ، 

وناقته العضباء ، وفرسه لزاز ، وقضيبه الممشوق ، كان عليه الصلاة والسلام أشفق الناس 

على الناس ، وأرأف الناس بالناس ، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم 

سطران : أما أول سطر : فلا إله إلا الله ، وأما الثاني : فمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذه 

صفته يا يهودي . 

فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأنك 

وصي محمد حقا . فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أميرالمؤمنين عليه السلام فكانا معه حتى كان 

من أمر الجمل ما كان ، فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل ، وبقي 

الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين . ( 2 ) 

بيان : قوله عليه السلام : ( والقدرة تحمل كل شئ ) أي ليست القدره شيئا غير الذات 

بها تحمل الذات الاشياء ، بل معنى حمل القدرة أن الذات سبب لوجود كل شئ و 

بقائه ، قوله عليه السلام : ( الموت والحياة لا يوقف عليهما ) أي على وقت حدوثهما وزوالهما . 

قوله : ( متطابقات ) أي مغلقات على أهلها ، أو موافقات بعضها لبعض . قوله : ( أيام العشر ) 

أي عشر ذي الحجة ، أو العشرة بدل الهدي كما سيأتي . ( 3 ) . 

أقول : تفسير سائر أجزاء الخبر مفرق في الابواب المناسبة لها . 

* ( هامش ) * ( 1 ) قال الجزرى في النهاية : في صفته عليه السلام : كان صلت الجبين أى واسعة . وكان ذا 

مسربة - بضم الراء - : ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف . وفي حديث آخر : كان دقيق المسربة 

وكث اللحية ، الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة وفيها كثافة . النزر : القليل التافه . 

الصبب : ما انحدر من الارض أو الطريق . الخصر : وسط الانسان فوق الورك . وقد تقدم تفسير 

بعض ألفاظ الخبر آنفا . 

( 2 ) الخصال 2 : 146 - 148 . 

( 3 ) أو تلك عشرة كاملة كما سياتي . ( * ) 

[ 6 ] 

2 - ل : أبي ، عن ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن جعفر بن 

يحيى ، عن أبيه رفعه إلى بعض الصادقين من آل محمد صلى الله عليه وآله قال : جاء رجلان من يهود 

خيبر ومعهما التوراة منشورة يريدان النبي صلى الله عليه وآله فوجداه قد قبض ، فأتيا أبابكر فقالا 

إنا قد جئنا نريد النبي لنسأله عن مسألة فوجدناه قد قبض . 

فقال : وما مسألتكما ؟ قالا : أخبرنا عن الواحد ، والانثين ، والثلاثة ، والاربعة ، 

والخمسة والستة ، والسبعة ، والثمانية ، والتسعة ، والعشرة ، والعشرين ، والثلاثين ، و 

الاربعين ، والخمسين ، والستين ، والسبعين ، والثمانين ، والتسعين ، والمائة . فقال لهما 

أبوبكر : ما عندي في هذا شئ ! ايتيا علي بن أبي طالب عليه السلام . 

قال : فأتياه فقصا عليه القصة من أولها ومعهما التوراة منشورة ، فقال لهما 

أميرالمؤمنين عليه السلام : إن أنا أخبرتكما بما تجدانه عند كما تسلمان ؟ قالا : نعم . 

قال : أما الواحد : فهو الله وحده لا شريك له . 

وأما الاثنان : فهو قول الله عزوجل : " لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله 

واحد ؟ . 

وأما الثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية فهن : قول الله عز 

وجل في كتابه في أصحاب الكهف : " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم 

كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم " . 

وأما التسعة : فهو قول الله عزوجل في كتابه : " وكان في المدينة تسعة رهط 

يفسدون في الارض ولا يصلحون " . 

وأما العشرة : فقول الله عزوجل : " تلك عشرة كاملة " . 

وأما العشرون : فقول الله عزوجل في كتابه : " إن يكن منكم عشرون صابرون 

يغلبوا مائتين " . 

وأما الثلاثون والاربعون : فقول الله عزوجل في كتابه " وواعدنا موسى ثلاثين 

ليلة وأتممناها بعشرفتم ميقات ربه أربعين ليلة " . 

وأما الخمسون : فقول الله عزوجل : " في يوم كل مقداره خمسين ألف سنة " . 

[ 7 ] 

وأما الستون : فقول الله عزوجل في كتابه : " فمن لم يستطع فإطعام ستين 

مسكينا " . 

وأما السبعون : فقول الله عزوجل في كتابه : " واختار موسى قومه سبعين رجلا 

لميقاتنا " . 

وأما الثمانون : فقول الله عزوجل في كتابه : " والذين يرمون المحصنات ثم لم 

يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة " . 

وأما التسعون : فقول الله عزوجل في كتابه : " إن هذا أخي له تسع وتسعون 

نعجة " . 

وأما المائة : فقول الله عزوجل في كتابه : " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد 

منهما مائة جلدة " . 

قال : فأسلم اليهوديان على يدي أميرالمؤمنين عليه السلام . ( 1 ) 

3 - ل : أبي ، عن سعد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، 

عن أبي الحسن عيسى بن محمد بن عيسى بن عبدالله المحمدي من ولد محمد بن الحنفية ، عن 

محمد بن جابر ، عن عطاء ، عن طاوس قال : أتى قوم من اليهود عمربن الخطاب وهو 

يومئذ وال على الناس ، فقالوا له : أنت والي هذا الامر بعد نبيكم ، وقد أتيناك 

نسألك عن أشياء إن أنت أخبر تنابها آمنا وصدقنا واتبعناك . فقال عمر : سلوا عما 

بدالكم . 

قالوا : أخبرنا عن أقفال السماوات السبع ومفاتيحها ، وأخبرنا عن قبر سار 

بصاحبه ، وأخبرنا عمن أنذر قومه ليس من الجن ولامن الانس ، وأخبرنا عن موضع 

طلعت فيه الشمس ولم تعد إليه ، وأخبرنا عن خمسة لم يخلقوا في الارحام ، وعن 

واحد ، واثنين ، وثلاثة ، وأربعة ، وخمسة ، وستة ، وسبعة ، وعن ثمانية ، وتسعة ، 

وعشرة ، وحاد يعشر ، وثاني عشر . 

قال : فأطرق عمر ساعة ثم فتح عينيه ثم قال : سألتم عمربن الخطاب عما ليس 

* ( هامش ) * ( 1 ) الخصال 2 : 148 و 149 . ( * ) 

[ 8 ] 

له به علم ، ولكن ابن عم رسول الله يخبركم بما سألتموني عنه ، فأرسل إليه 

فدعاه فلما أتاه قال له : يا أبا الحسن إن معشر اليهود سألوني عن أشياء لم اجبهم 

فيها بشئ ، وقد ضمنوا لي إن أخبرتهم أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله . 

فقال لهم علي عليه السلام : يا معشر اليهود أعرضوا علي مسائلكم . فقالوا له متل ما 

قالوا لعمر . فقال لهم علي عليه السلام : أتريدون أن تسألوا عن شئ سوى هذا ؟ قالوا : لا 

يا أبا شبر وشبير . 

فقال لهم علي عليه السلام : أما أقفال السماوات : فالشرك بالله . ومفاتيحها : قول 

لا إله إلا الله . 

وأما القبر الذي سار بصاحبه : فالحوت سار بيونس في بطنه البحار السبعة . 

وأما الذي أنذر قومه ليس من الجن ولا من الانس : فتلك نملة سليمان بن 

داود عليهما السلام . 

وأما الموضع الذي طلعت فيه الشمس فلم تعد إليه : فذاك البحر الذي أنجى 

الله عزوجل فيه موسى عليه السلام وغرق فيه فرعون وأصحابه . 

وأما الخمسة الذين لم يخلقوا في الارحام : فآدم وحواء وعصا موسى وناقة 

صالح وكبش إبراهيم عليه السلام . 

وأما الواحد : فالله الواحد لا شريك له . 

وأما الاثنان : فآدم وحواء . 

وأما الثلاثة : فجبرئيل وميكائيل وإسرافيل . 

وأما الاربعة : فالتوراة والانجيل والزبور والفرقان . 

وأما الخمس فخمس صلوات مفروضات على النبي صلى الله عليه وآله . 

وأما الستة : فقول الله عزوجل : " ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما 

في ستة أيام " . 

وأما السبعة : فقول الله عزوجل : " وبنينا فوقكم سبعا شدادا " . 

وأما الثمانية : فقول الله عزوجل : " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " . 

[ 9 ] 

وأما التسعة : فالآيات المنزلات على موسى بن عمران عليه السلام . 

وأما العشر : فقول الله عزوجل : " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها 

بعشر " . 

وأما الحادي عشر : فقول يوسف لابيه عليهما السلام : إني رأيت أحد عشر 

كوكبا . 

وأما الاثنا عشر : فقول الله عزوجل لموسى عليه السلام : " اضرب بعصاك الحجر 

فانفجرت منه اثنثا عشرة عينا " . 

قال : فأقبل اليهود يقولون : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، وأنك 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 9 سطر 9 الى ص 17 سطر 2 

 

ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثم أقبلوا على عمر فقالوا : نشهد أن هذا أخو رسول الله ، 

وأنه أحق بهذا المقام منك ، وأسلم من كان معهم وحسن إسلامهم . ( 1 ) 

4 ن ، ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين 

الثقفي ، عن صالح بن عقبة ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : لما هلك أبوبكر واستخلف 

عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين إني رجل من 

اليهود وأنا علامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني فيها أسلمت . قال : 

ماهي ؟ قال : ثلاث ، وواحدة ، فإن شئت سألتك وإن كان في القوم أحد أعلم 

منك أرشدني إليه . 

قال : عليك بذلك الشاب - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - فأتى عليا عليه السلام فسأله 

فقال له : لم قلت : ثلاثا وثلاثا وواحدة ؟ الا قلت سبعا ؟ قال : إني إذا لجاهل ، إن لم 

تجبني في الثلاث الكتفيت . قال : فإن أجبتك تسلم ؟ قال : نعم . قال : سل . 

قال : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الارض ، وأول عين نبعت ، وأول 

شجرة نبتت . قال : يا يهودي أنتم تقولون : إن أول حجر وضع على وجه الارض 

الحجر الذي في البيت المقدس وكذبتم ، هو الحجر الذي نزل به آدم عليه السلام من 

الجنة . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى . 

* ( هامش ) * ( 1 ) الخصال 2 : 65 . ( * ) 

[ 10 ] 

قال : وأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الارض العين التي ببيت 

المقدس وكذبتم ، هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة ، ( 1 ) وهي 

العين التي شرب منها الخضر ، وليس يشرب منها أحد إلا حي ( حيي خ ل ) قال : صدقت 

والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى . 

قال : وأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الارض الزيتون وكذبتم ، 

هي العجوة ( 2 ) التي نزل بها آدم عليه السلام من الجنة معه . قال : صدقت والله إنه 

لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام . 

قال : والثلاث الاخرى : كم لهذه الامة من إمام من إمام هدى لا يضرهم من خذلهم ؟ 

قال : اثنا عشر إماما . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى . 

قال : فأين يسكن نبيكم من الجنة ؟ قال : في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في 

جنات عدن . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى . 

ثم قال : فمن ينزل معه في منزله ؟ قال : اثنا عشر إماما . قال : صدقت والله إنه 

لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام . 

ثم قال : السابعة فاسلم : كم يعيش وصيه بعده ؟ قال : ثلاثين سنة . قال : ثم مه 

يموت أو يقتل ؟ قال : يقتل يضرب على قرنه وتخضب لحيته . قال : صدقت والله إنه لبخط 

هارون وإملاء موسى عليه السلام 

قال الصدوق رحمه الله في ل : وقد أخرجت هذا الحديث من طرق في كتاب 

الاوائل . ( 3 ) 

ك : حدثنا أبي وابن الوليد معا ، عن سعد مثله . ( 4 ) 

ج : عن صالح بن عقبة مثله . ( 5 ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : غسل فيها النون موسى . 

( 2 ) العجوة : التمر المحشى وتمر بالمدينة . 

( 3 ) عيون الاخبار : 31 الخصال 2 : 77 . 

( 4 ) في كمال الدين : وأول عين نبعت على وجه الارض ، وأول شجرة نبتت على 

وجه الارض 

( 5 ) كمال الدين : 175 . وفيه ما يخالف العيون والخصال بما لا يضر بالمعنى . 

( 5 ) الاحتجاج : 120 . ( * ) 

[ 11 ] 

5 ن : الحسين بن محمد الاشناني الرازي العدل ببلخ قال : حدثنا علي بن 

مهرويه القزويني قال : حدثنا داود بن سليمان الفراء قال : حدثنا علي بن موسى 

الرضا عليه السلام عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : إن يهوديا سأل 

علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عندالله ، وعما لا 

يعلمه الله . 

فقال علي عليه السلام : أما مالا يعلمه الله فهو قولكم يا معشر اليهود : إن عزيرا 

ابن الله ، والله تعالى لا يعلم له ولدا ، وأما قولك ، ما ليس لله فليس الله شريك ، وأما قولك : 

ما ليس عندالله تعالى فليس عند الله ظلم للعباد . 

فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - . ( 1 ) 

ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام مثله . ( 2 ) 

صح : عنه عليه السلام مثله . ( 3 ) 

6 ما : شيخ الطائفة ، عن أبي محمد الفحام السر مرائي ، ( 4 ) عن أبي الحسن 

محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، عن علي بن محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام أن 

رجلا جاء إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : أخبرني عما ليس لله ، و 

عما ليس عندالله ، وعما لا يعلمه الله . 

فقال : أما مالا يعلمه الله فلا يعلم أن له ولدا تكذيبا لكم حيث قلتم : عزير 

ابن الله . 

وأما قولك : ( ما ليس لله ) فليس له شريك . ( 5 ) وأما قولك : ( ماليس عندالله ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) لم نجده في العيون والظاهر أن ( ن ) مصحف ( يد ) والحديث يوجد في التوحيد : 385 . 

( 2 ) عيون الاخبار : 210 . ( 3 ) صحيفة الرضا : 38 . ( 4 ) هكذا في الكتاب قال الفيروز آبادى في القاموس : ساء من رأى : بلدة ، لما شرع في بنائه 

المعتصم ثقل ذلك على عسكره ، فلما انتقل بهم اليها سر كل منهم برؤيتها فلزمها هذا الاسم والنسبة 

سرمرى وسامرى وسرى . 

( 5 ) في المصدر : فليس لله شريك . ( * ) 

[ 12 ] 

فليس عندالله ظلم العباد ( 1 ) . 

فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأشهد 

أنك الحق ومن أهل الحق وقلت الحق ، وأسلم على يده . ( 2 ) 

7 - ع : حدثنا علي بن أحمدبن محمد رضى الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، 

عن علي بن محمد بإسناده رفعه قال : أتى علي بن أبي طالب عليه السلام يهودي فقال : يا أمير 

المؤمنين إني أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بها أسلمت . قال : علي عليه السلام : سلني 

يا يهودي عما بدالك ، فإنك لا تصيب أحدا أعلم منا أهل البيت . 

فقال له اليهودي : أخبرني عن قرار هذه الارض على ماهو ؟ وعن شبه الولد 

أعمامه وأخواله ؟ ومن أي النطفتين يكون الشعر واللحم والعظم والعصب ؟ ولم سميت 

السماء سماء ؟ ولم سميت الدنيا دنيا ؟ ولم سميت الآخرة آخرة ؟ ولم سمي آدم 

آدم ؟ ولم سميت حواء حواء ؟ ولم سمي الدرهم درهما ؟ ولم سمي الدنيار دينارا ؟ 

ولم قيل للفرس : أجد ؟ ولم قيل للبغل : عد ؟ ولم قيل للحمار : حر ؟ . 

فقال عليه السلام : أما قرار هذه الارض لا يكون إلا على عاتق ملك ، وقدما ذلك 

الملك على صخرة ، والصخرة على قرن ثور ، والثور قوائمه على ظهر الحوت في اليم 

الاسفل ، واليم على الظلمة ، والظلمة على العقيم ، والعقيم على الثرى ، وما يعلم تحت 

الثرى إلا الله عزوجل . ( 3 ) وأما شبه الولد أعمامه وأخواله فإذا سبق نطفة الرجل نطفة المرأة إلى الرحم 

خرج شبه الولد إلى أعمامه ، ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب ، وإذا سبق نطفة 

المرأة نطفة الرجل إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أخواله ، ومن نطفتها يكون الشعر و 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فليس عندالله ظلم للعباد . 

( 2 ) أمالى الطوسى : 173 . 

( 3 ) قدوردت روايات من طريق العامة والخاصه تتضمن ما في الحديث من قرار الارض على 

عاتق ملك اه وهى من متشابهات الاخبار التى لم نطلع على حقائقها والمراد منها ، وقد تصدى 

بعض لتأويلها وتطبيقها على معادن لم نعلم صحتها فاللازم ارجاع علمها إلى الله والى العامين بالاسرار . ( * ) 

[ 13 ] 

الجلد واللحم لانها صفراء رقيقة ، وسميت السماء سماء لانها وسم الماء - يعني معدن 

الماء - وإنما سميت الدنيا دنيا لانها أدنى من كل شئ ، وسميت الآخرة آخرة 

لان فيها الجزاء والثواب ، وسمي آدم آدم لانه خلق من أديم الارض . 

وذلك أن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليه السلام وأمره أن يأتيه من أديم الارض 

بأربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها 

وحزنها ، ثم أمره أن يأتيه بأربع مياه : ماء عذب ، وماء ملح ، وماء مر ، وماء منتن ، 

ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين وأدمه الله بيده فلم يفضل شئ من الطين يحتاج إلى 

الماء ، ولا من الماء شئ يحتاج إلى الطين ، فجعل الماء العذب في حلقه ، وجعل الماء 

المالح في عينه ، وجعل الماء المر في اذنيه ، وجعل الماء المنتن في أنفه . وإنما سميت 

حواء حواء لانها خلقت من الحيوان وإنما قيل للفرس أجد ، لان أول من ركب 

الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، وأنشأ يقول : 

أجد اليوم وما * ترك الناس دما 

فقيل للفرس أجد لذلك ، وإنما قيل للبغل : عد لان أول من ركب البغل 

آدم عليه السلام وذلك لانه كان له ابن يقال له : معد ، وكان عشوقا للدواب ، وكان 

يسوق بآدم عليه السلام ، فإذا تقاعس البغل ( 1 ) نادى : يا معد سقها ، فألفت البغلة ( 2 ) 

اسم معد ، فترك الناس معد وقالوا : عد ، وإنما قيل للحمار حر لان أول من 

ركب الحمار حواء ، وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها 

هابيل ، وكانت تقول في مسيرها : واحراه ، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة ، 

وإذا أمسكت تقاعست ، فترك الناس ذلك وقالوا : حر ، وإنما سمي الدرهم درهما 

لانه دار هم من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله أورثه النار ، وإنما سمي الدنيا ردينارا 

لانه دار النار من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله تعالى أورثه النار . 

فقال اليهودى : صدقت يا أمير المؤمنين ، إنا لنجد جميع ماوصف في التوراة ، 

* ( هامش ) * ( 1 ) تقاعس الفرس وغيره ، لم ينقد لقائده . 

( 2 ) في نسخة : فالقبت البغلة ، وفي هامش المصدر : ( فابقيت خ ل ) . ( * ) 

[ 14 ] 

فأسلم على يده ولازمه حتى قتل يوم صفين ( 1 ) 

بيان : قوله عليه السلام : ( لانه وسم الماء ) يدل على أن السماء مشتق من السمة التي 

أصلها الوسم وهو بمعنى العلامة ، وإنما عبر عنها بالمعدن لان معدن كل شئ علامة له . 

قال الفيروز آبادي : اسم الشئ بالضم والكسر وسمه وسماه مثلثتين : علامته . ( 3 ) 

قوله عليه السلام : ( لانه أدنى من كل شئ ) أي أقرب إلينا ، أو أسفل ، أو أخس . قوله : 

( لان فيها الجزاء ) أي والجزاء متأخر عن العمل . 

وقال الجوهري : وربما سمي وجه الارض أديما ، وقال : الادم : الالفة و 

الاتفاق ، يقال : أدم الله بينهما أي أصلح وألف . 

قوله : ( أجد اليوم ) كأنه من الاجادة أي أجد السعي لان الناس لا يتركون 

الدم بل يطلبونه مني إن ظفروا بي ، أو من الوجدان أي أجد الناس اليوم لا يتركون 

الدم ، أو بتشديد الدال من الجد والسعي فيرجع إلى الاول ، ويمكن أن يكون في 

الاصل مكان ( وما ) قوله : ( دما ) أي أجد اليوم أخذت لنفسي دما وانتقمت من عدوي 

فيكون ( ترك الناس دما ) كلام الامام عليه السلام . 

ثم إن القول للفرس الظاهر أنه يقال له ذلك عند زجره ، قال الفيروز آبادي : 

إجد بكسرتين ساكنة الدال زجر للابل ، وقال : عدعد زجر للبغل . ( 3 ) قوله عليه السلام : 

( لانه دارهم ) لعه كان أصله هكذا فصار بكثرة الاستعمال درهما . 

7 مع : محمد بن القاسم المفسر ، عن يوسف بن محمد بن زياد ، وعلي بن محمد بن 

سيار ، عن أبويهما ، عن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن 

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال : كذبت قريش 

واليهود بالقرآن وقالوا : سحر مبين تقوله ، ( 4 ) فقال الله : " ألم ذلك الكتاب " 

أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلنه ( 5 ) عليك هو بالحروف المقطعة التي منها : ألف 

* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 12 ، الحديث الاول من الكتاب . 

( 2 ) القاموس : فصل السين من الواو . 

( 3 ) القاموس : فصل الهمزة والعين من الدال . 

( 4 ) في نسخة : يقول . وفي اخرى : يقوله . 

( 5 ) في نسخة انزلته . ( * ) 

[ 15 ] 

لام ، ميم ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم " فأتوا بمثله إن كنتم صادقين " واستعينوا على 

ذلك بسائر شهدائكم ، ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله : " قل لئن اجتمعت الانس 

والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " 

ثم قال الله : " ألم " هو القرآن الذي افتتح بألم ، هو ذلك الكتاب الذي أخبرت موسى 

فمن بعده من الانبياء ، ( 1 ) فأخبروا بني إسرائيل أني سانزله عليك يا محمد كتابا عزيزا ( 2 ) 

لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " لا ريب فيه " لا شك 

فيه الظهوره عندهم كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل 

يقرؤه هو وامتهم على سائر أحوالهم " هدى " بيان من الضلالة " للمتقين " الذين يتقون 

الموبقات ، ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا 

بما يوجب لهم رضى ربهم . 

قال : وقال الصادق عليه السلام : ثم الالف حرف من حروف قولك : ( الله ) دل بالالف 

على قولك : الله ، ودل باللام على قولك : الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين ، ودل 

بالميم على انه المجيد المحمود في كل افعاله ، وجعل هذا القول حجة على اليهود ، 

وذلك ان الله لما بعث موسى بن عمران عليه السلام ثم من بعده من الانبياء 

عليهم السلام إلى بني اسرائيل لم يكن فيهم قوم ( 3 ) الا اخذوا عليهم اليهود العهود والمواثيق 

ليؤمنن بمحمد العربي الامي المبعوث بمكة الذي يهاجر إلى المدينة ، ياتي 

بكتاب بالحروف المقطعة ( 4 ) افتتاح بعض سوره يحفظه امته فيقرؤونه قياما 

وقعودا ومشاة وعلى كل الاحوال ، يسهل الله عزوحل حفظه عليهم ، ويقرنون 

بمحمد صلى الله عليه وآله اخاه ووصيه علي بن ابي طالب عليه السلام الاخذ عنه علومه التي علمها ، 

والمتقلد عنه لامانته التي قلدها ، ومذلل كل من عاند محمدا صلى الله عليه وآله بسيفه الباتر ، ومفحم 

كل من حاوله وخاصمه بدليله القاهر ، يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : ومن بعده من الانبياء . 

( 2 ) في نسخة كتابا عربيا . 

( 3 ) في نسخة من الكتاب والمصدر : لم يكن فيهم احد . 

( 4 ) في المصدر : من الحروف المقطعة . ( * ) 

[ 16 ] 

إلى قبوله طائعين وكارهين ، ثم اذا صار محمد صلى الله عليه وآله إلى رضوان الله عزوجل ، وارتد 

كثير ممن كان اعطاه ظاهر الايمان وحرفوا تأويلاته وغيروا معانيه ووضعوها على 

خلاف وجوهها قاتلهم بعد على تأويله حتى يكون ابليس الغاوي لهم هو الخاسر الذليل 

المطرود المغلول . 

قال : فلما بعث الله محمدا واظهره بمكة ثم سيسره ( هاجر خ ل ) منها إلى المدينة واظهره 

بها ثم انزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سورته الكبرى بألم يعني ( الم ذلك الكتاب ) 

وهو ذلك الكتاب الذي اخبرت انبيائي السالفين اني سانزله عليك يا محمد ( لاريب 

فيه ) فقد ظهر كما اخبرهم به انبياؤهم ان محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لايمحوه الباطل ، 

يقرؤه هو وامته على سائر احوالهم ، ثم اليهود يحرفونه عن جهته ، ويتأولونه على غير 

وجهه ، ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال اجل ( آجال خ ل ) هذه الامة ، 

وكم مدة ملكه ( ملكهم خ ل ) فجاء إلى رسول الله منهم جماعة فولى رسول الله صلى الله عليه وآله 

عليا عليه السلام مخاطبتهم ، ( 1 ) فقال قائلهم : ان كان ما يقول محمد صلى الله عليه وآله حقا لقد ( فقد خ ل ) 

علمناكم قدر ملك امته ، هو احدى وسبعون سنة : الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم 

اربعون . 

فقال علي عليه السلام : فما تصنعون بألمص وقد انزلت عليه ؟ قالوا : هذه إحدى و 

ستون ومائة سنة ، قال : فماذا تصنعون ( بألر ) وقد انزلت عليه ؟ فقالوا : هذه أكثر 

هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة . 

فقال علي عليه السلام : فما تصنعون بما انزل إليه ( ألمر ) ؟ قالوا : ( 2 ) هذه مائتان وإحدى 

وسبعون سنة . 

فقال علي عليه السلام : فواحدة من هذه له او جميعها له ؟ فاختلط كلامهم فبعضهم قال : 

له واحدة منها ، وبعضهم قال : بل يجمع له كلها ، وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون 

سنة ، ثم يرجع الملك إلينا - يعني إلى اليهود - . 

فقال علي عليه السلام : أكتاب من كتب الله نطق بهذا ، أم آراؤكم دلتكم عليه ؟ فقال 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فخاطبهم . 

( 2 ) في هامش النسخة المقروءة على المصنف : فماذا تصنعون بألمر وقد انزلت عليه ؟ قالوا : هذه 

اكثر هذه اه م . ( * ) 

[ 17 ] 

بعضهم : كتاب الله نطق به ، وقال آخرون منهم : بل آراؤنا دلت عليه . 

فقال علي عليه السلام : فأتوا بالكتاب من عند الله ينطق بما تقولون ، فعجزوا عن 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 17 سطر 3 الى ص 25 سطر 3 

 

ايراد ذلك ، وقال للاخرين : فدلونا على صواب هذا الرأي ، فقالوا : صواب رأينا 

دليله ان هذا حساب الجمل . 

فقال عليه السلام : كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف ما اقترحتم 

بلا بيان ؟ ( 1 ) أرأيتم ان قيل لكم : ان هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك 

امة محمد صلى الله عليه وآله ، ولكنها دالة على ان كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب ، 

أو أن عند كل واحد منكم دينا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير ، ( 2 ) أو أن لعلى كل 

واحد منكم ( 3 ) دينا عدد ماله مثل عدد هذا الحساب ؟ قالوا : يا أبا الحسن ليس شئ مما 

ذكرته منصوصا عليه في ألم وألمص وألرا وألمر . 

فقال علي عليه السلام : ولاشئ مما ذكرتموه منصوص عليه في ألم وألمص وألر وألمر ، 

فان بطل قولنا لما قلتم بطل قولكم لما قلنا . فقال خطيبهم ومنطيقهم : لاتفرح يا علي 

بأن عجزنا عن اقامة حجة فيما نقوله على دعوانا ، فأي حجة لك في دعواك ، إلا أن 

تجعل عجزنا حجتك ؟ فاذا مالنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون . قال 

علي عليه السلام : لا سواء ، إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة ، ثم نادى جمال اليهود : يا 

ايتها الجمال اشهدي لمحمد ولوصيه ، فتبادر الجمال : ( 4 ) صدقت صدقت يا وصي محمد 

وكذب هؤلاء اليهود . 

فقال علي عليه السلام : هؤلاء جنس من الشهود ، ( 5 ) يا ثياب اليهود التي عليهم اشهدي 

لمحمد ولوصيه ، فنطقت ثيابهم كلها : صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمدا رسول 

الله حقا ، وانك يا علي وصيه حقا ، لم يثبت محمدا قدم في مكرمة إلا وطئت على 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : وليسه في هذه الحروف دلالة على ما اقترحتموه . 

( 2 ) في المصدر هكذا : او ان عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم أو 

دناينر ، وهو لايخلو عن تصحيف . 

( 3 ) في النسخة المقروءة على المصنف : أو أن لعلي على كل واحد منكم اه . 

( 4 ) في نسخة : فنادت الجمال . 

( 5 ) في نسخة : هؤلاء خير من اليهود . والمصدر خال عنه . ( * ) 

[ 18 ] 

موضع قدمه بمثل مكرمته ، فانتما شقيقان من اشرف انوار الله ( 1 ) فميزتما اثنين ، و 

أنتما في الفضائل شريكان الا انه لانبي بعد محمد صلى الله عليه وآله ، فعند ذلك خرست اليهود ، 

وآمن بعض النظارة منهم برسول الله صلى الله عليه وآله ، وغلب الشقاء على اليهود وسائر النظارة 

آلاخرين ، فذلك ما قال الله تعالى : ( لاريب فيه ) انه كما قال محمد ووصي محمد عن قول 

محمد صلى الله عليه وآله عن قول رب العالمين ، ثم قال : ( هدى ) بيان وشفاء ( للمتقين ) من شيعة 

محمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ، انهم اتقوا انواع الكفر فتركوها ، واتقوا الذنوب الموبقات 

فرفضوها ، واتقوا اظهار اسرار الله واسرار ازكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله 

فكتموها ، واتقوا ستر العلوم ( 2 ) عن اهلها المستحقين لها ومنهم ( فيهم خ ل ) 

نشروها . ( 3 ) 

9 - يد : القطان والدقاق معا عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن محمد بن 

عبيد الله ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن اسود ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه 

عليه السلام قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وآله صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله عليه السلام 

وأتيا محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعا منه ، وقد كانا قرآ التوراة وصحف ابراهيم عليه السلام ، 

وعلما علم الكتب الاولى ، فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله أقبلا يسألان عن 

صاحب الامر بعده وقالا : انه لم يمت نبي قط الا وله خليفة يقوم بالامر في امته 

من بعده ، قريب القرابة اليه من اهل بيته ، عظيم الخطر ( 4 ) جليل الشأن . 

فقال احدهما لصاحبه : هل تعرف صاحب الامر من بعد هذا النبي ؟ قال الاخر 

لاأعلمه الا بالصفة التي أجدها في التوراة : هو الاصلع المصفر ( 5 ) فانه كان أقرب 

القوم من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما دلا المدينة وسألا عن الخليفة ارشد إلى ابي بكر 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : من اشراف انوار الله . وفي المصدر من اشراق ( اشرف خ ل ) انوار الله . 

( 2 ) في نسخة : واتقوا اسرار العلوم . 

( 3 ) معاني الاخبار : 12 و 13 

( 4 ) في نسخة : عظيم القدر . 

( 5 ) في نسخة : هو الاصلع المصفر . ( * ) 

[ 19 ] 

فلما نظرا اليه قالا : ليس هذا صاحبنا ، ثم قالا له : ما قرابتك من رسول الله ؟ قال : 

اني رجل من عشيرته ، وهو زوج ابنتي عائشة . 

قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : ليست هذه بقرابة ، فأخبرنا اين ربك ؟ قال 

فوق سبع سماوات . قال : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : دلنا على من هو اعلم منك ، 

فانك انت لست بالرجل الذي نجد في التوراة انه وصي هذا النبي وخليفته . قال 

فتغيظ من قولهما وهم بهما ، ثم ارشدهما إلى عمر - وذلك انه عرف من عمر انهما 

إن استقبلاه بشئ بطش بهما فلما أتياه قالا : ما قرابتك من هذا النبي ؟ قال : أنا 

من عشيرته وهو زوج ابنتي حفصة 

قالا : هل غيرهذا ؟ قالا : ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في 

التوراة ثم قالا له قأين ربك ؟ قال : فوق سبع سماوات ، قالا : هل غير هذا ؟ قال : 

لا قالا : دلنا على من هوأعلم منك ، فارشد هما إلى علي عليه السلام ، فلما جاآه فنظرا 

إليه قال أحدهما لصاحبه : إنه الرجل الذي صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي و 

خليفته وزوج ابنته ، وأبوالسبطين ، والقائم بالحق من بعده 

ثم قالا لعلي عليه السلام أيها الرجل ماقرابتك من رسول ؟ قال هو أخي ، 

وأنا وارثه ووصيه وأول من آمن به ، وأنازوج ابنته قالا : هذه القرابة الفاخرة 

والمنزلة القريبة وهذه الصفة التي نجدها في التوراة فأين ربك ( 1 ) عزوجل ؟ قال 

لهما علي عليه السلام : أن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى عليه السلام ، وإن 

شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وآله 

قالا : أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى عليه السلام قال علي عليه السلام : أقبل أربعة 

أملاك : ملك من المشرق ، وملك من المغرب ، وملك من السماء وملك من الارض ، 

فقال صاحب المشرق ، لصاحب المغرب : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربي ، و 

قال صاحب المغرب لصاحب المشرق : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربي ، 

وقال النازل من السماء للخارج من الارض : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر ثم قالاله : فاين ربك ( * ) 

[ 20 ] 

ربي ، وقال الخارج من الارض للنازل من السماء : من أين اقبلت ؟ قال أقبلت من 

عندربي ، فهذا ماكان على عهد نبيكماموسى عليه السلام وأما ماكان على عهد نبينا صلى الله عليه وآله وصلم 

فذلك قوله في محكم كتابه : ( مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو 

سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) الآية 

قال اليهوديان : فمامنع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت 

أهله ؟ فوالذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام إنك لانت الخليفة حقا نجد صفتك 

في كتبنا ، ونقرؤه في كنائسنا ، وأنك لانت أحق بهذا الامر وأولى به ممن قد غلبك 

عليه فقال علي عليه السلام : قد ما وأخرا وحسابهما على الله عزوجل يوقفان و 

يسألان ( 1 ) 

بيان : المصفر كمعظم : الجائع ، واصفر : افتقر وفي بعض النسخ بالغين المعجمة 

وعلى التقادير لعله كناية عن المغصوبية والمظلومية قوله : ( قدما ) أي من أخره الله 

عن رتبة الامامة ( وأخرا ) أي عن الا مامة من جعله الله أهلا لها 

10 ك : محمدبن الفضيل ، عن زكريابن يحيى ، عن عبدالله بن مسلم ، عن 

إبراهيم بن يحيى الاسلمي ، ( 2 ) عن عمار بن جوبن ، ( 3 ) عن أبي الطفيل عامر بن 

واثلة ( 4 ) قال : شهدنا الصلاة على أبي بكر ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه و 

أقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى سموه أميرالمؤمنين ، فبينا نحن جلوس عنده 

يوما إذجاء يهودي من يهود المدينة وهو يزعم أنه من ولد هارون أخي موسى عليه السلام 

* ( هامش ) * ( 1 ) التوحيد : 171 - 173 . 

( 2 ) في الاسناد اختصار والتفصيل على مافى المصدز هكذا : أخبرناأبوسعيد محمدبن الفضل بن 

محمدبن إسحاق المذكر بنيسابور قال : حدثنا أبويحيى زكريابن الحارث البزاز قال حدثنا عبدالله 

بن مسلم الدمشقى ، قال : حدثنا ابراهيم بن بحيى الاسلمى المدنى الدمشقى . 

( 3 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، والصحيح عمارة بن جوين الذى ترجمه ابن حجر في التقريب 

ص 378 بما حاصله : عمارة بن جوين بجيم مصغر أبوهارون العبدى مشهور بكنيته شيعى من 

الرابعة مات سنة اربع وثلاثين قلت : يعنى بعدالمائة 

( 4 ) هو عامرين واثلة بن عبدالله بن عمروبن جحش الليثى ابوالطفيل ، ولد عام احد ورأى 

النبى صلى الله عليه وآله وعمر إلى أن مات سية عشر ومائة وهو آخر من مات من الصحابة ( * ) 

[ 21 ] 

حتى وقف على عمر فقال له : اليهودي ياأميرالمؤمنين أيكم اعلم بعلم نبيكم وكتاب 

ربكم حتى اسأله عما اريد ؟ فأشار عمر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له اليهودي : 

أكذلك أنت يا على ؟ قال عليه السلام : نعم سل عما تريد 

قال : إني اسألك عن ثلاث ، وعن ثلاث ، وواحدة فقال له علي عليه السلام : لم لا 

تقول : إني أسألك عن سبع ؟ قال له اليهودي : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن 

سألتك عن الثلاث الا خرى ، فإن أصبت سألتك عن الواحدة وإن أخطأت في الثلاث 

الاولى لم أسألك عن شئ 

فقال له علي عليه السلام : وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أصبت أم أخطأت ؟ فضرب 

بيده إلى كمه فاستخرج كتابا عتيقا فقال : هذا ورثته عن آبائي وأجدادي إملاء موسى 

ابن عمران وخط هارون ، وفيه هذه الخصال التي اريد أن أسألك عنها 

فقال له علي عليه السلام إن عليك ( 2 ) إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم ؟ فقال 

اليهودي : والله إن أجبتني فيهن بالصواب لاسلمن الساعة على يديك قال له علي 

عليه السلام : سل 

قال : أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الارض ، وأخبرني عن أول شجرة 

نبتت على وجه الارض ، وأخبرني عن أول عين نبعت على وجه الارض فقال له علي عليه السلام : 

يا يهودي أما أول حجر وضع على وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنها صخر بيت 

المقدس وكذبوا ، ولكنه الحجر الاسود نزل به آدم عليه السلام من الجنة ( 2 ) فوضعه في 

ركن البيت والناس يتمسحون به ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم و 

بين الله عزوجل قال اليهودي : أشهد بالله لقد صدقت 

قال له علي عليه السلام : وأما أول شجرة نبتت على وجه الارض فإن اليهود يزعمون 

أنها الزيتونة وكذبوا ولكنها النخلة من العجوة نزل بها آدم عليه السلام معه من الجنة ، 

فأصل النخل كله من العجوة قال له اليهودي اشهد بالله لقد صدقت 

قال له علي عليه السلام وأما أول عين نبعت على وجه الارض فإن اليهود يز عمون 

* ( هامش ) * ( 1 ) في الصدر : إن لى عليك ( 2 ) في المصدر : نزل به آدم معه من الجنة ( * ) 

[ 22 ] 

أنها العين التي نبعت تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ، ولكنها عين الحياة ( 1 ) 

التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة ، فلما أصابها ماء العين عاشت وسربت 

فاتبعها موسى وصاحبه فلقيا الخضر . قال له اليهودي : اشهد بالله لقد صدقت . 

قال له علي عليه لسلام سل ( 2 ) قال : أخبرني عن هذه الامة كم لهابعد نبيها 

من إمام عادل ؟ وإخبرني عن منزل محمدأين هو من الجنة ؟ ومن يسكن معه في منزله ؟ 

قال له علي عليه السلام : يا يهودي يكون لهذه الامة بعد نبيها اثناعشر إماما عدلا لا 

يضرهم خلاف من خالف عليهم ( 3 ) قال له اليهودي أشهد ( 4 ) لقد صدقت . 

قال له علي عليه السلام : وأما منزل محمد صلى الله عليه وآله من الجنة في جنة عدن ، وهي 

وسط الجنان وأقربها إلى عرش الرحمن جل جلاله قال له اشهد بالله لقد صدقت 

قال له علي عليه السلام والذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الاثنا عشر إماما ( 5 ) 

قال له اليهودي : شاهد بالله لقد صدقت 

قال له علي عليه السلام : سل ( 6 ) قال : أخبرني عن محمد صلى الله عليه وآله من أهله ( 7 ) كم 

يعيش من بعده ؟ وهل يموت موتا أويقتل قتلا ؟ فقال له علي عليه السلام : يا يهودي يعيش 

بعده ثلاثين سنة ويخضب منه هذه من هذا - وأشار إلى رأسه 

قال : فوثب إليه اليهودي فقال : أشهدأن لاإله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله 

صلى الله عليه وآله ، وأنك وصي رسول الله ( 8 ) 

11 - نى : ابن عقدة عن محمد الفضل ، ( 9 ) عن ابراهيم بن مهزم عن خاقان 

ابن سليمان ، ( 10 ) عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، ( 1 ) عن أبي هارون العبدي ( 12 ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ولكتها عين الحيوان 

( 2 ) في المصدر : سل عن الثلاث الاخر 

( 3 ) في المصدر : من خالفهم 

( 4 ) في المصدر : اشهد بالله 

( 5 ) في المصدر : هؤلاء الائمة الاثناعشر 

( 6 ) في المصدر : سل عن الواحدة 

( 7 ) في المصدر في اهله . 

( 8 ) كمال الدين : 172 

( 9 ) في المصدر : حدثنا محمد بن الفضل بن الفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعرى من كتابه 

( 10 ) وصفه في المصدر بالخزاز 

( 11 ) لعله ابراهيم بن محمدبن أبى يحيى الا سلمى أبواسحاق المدنى المتوفى سنة 184 ، 

أو 191 المترجم في التقريب ص 26 

( 12 ) هو عمارة بن جوين المتقدم ذكره ( * ) 

[ 23 ] 

عن عمربن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه واله ( 1 ) وعن أبي الطفيل قالا : شهدنا الصلاة 

على أبي بكر ، وساقا الحديث إلى آخره ( 2 ) 

ك : ماجيلويه ، عن محمدبن الهيثم ، ( 3 ) عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن 

القاسم ، عن حيان السراج ، عن داود بن سليمان ، عن ابي الطفيل مثله ( 4 ) 

12 ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ومحمد العطار وأحمدبن إدريس جميعا 

عن البرقي وابن يزيد وابن هاشم جميعا ، ابن فضال ، عن أيمن بن محرز عن محمد 

ابن سماعة ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، ( 5 ) عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 6 ) 

وقد أوردنا اخبر بهذين السندين في باب نص أميرالمؤمنين عليه السلام على الاثني 

عشر صلوات الله عليهم ، وقد أوردنا هناك خبرا آخر قريبا مما أوردنا ههنا . 

13 - نى : ابن عقدة عن حميد بن زياد ، عن جعفربن إسماعيل ، عن ابن أبي 

نجران ، عن إسماعيل بن علي البصري ، عن أبي أيوب المؤدب ، عن أبيه - وكان مؤدبا 

* ( هامش ) * ( 1 ) هو عمربن أبى سلمة بن عبدالاسد بن هلال بن عبدالله بن عمربن مخزوم القرشى المخزومى 

ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله ، امه ام سلمة المخزومية ام المؤمنين ، يكنى أباحفص 

ولد في السنة الثانية بأرض الحبشة ، وقيل : إنه كان يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله 

ابن تسع سنين ، وشهد مع على رضى الله عنه الجمل ، واستعمله على رضى الله عنه على فارس و 

البحرين ، وتوفى بالمدينة في خلافة عبدالملك بن مروان سنة ثلاث وثمانين ، قاله ابن عبدالبرفى 

الاستيعاب قلت : روى السيد الرضى رحمة الله تعالى عليه في نهج البلاغة أن عليا عليه السلام 

عزله عن البحرين وولى النعمان بن عجلان الزرقى مكانه ، وكتب له معه : أما بعدفانى قد وليت 

النعمان بن الزرقى على البحرين ، ونزعت يدك بلاذم لك ولا تشريب عليك فلقد أحسنت الولاية 

وأديت الامانة ، فاقبل غيرظنين ولاملوم ولامتهم ولامأثوم فلقد اردت المسير إلى ظلمة أهل 

الشام ، وأجببت أن تشهد معى فانك ممن أستظهر به على جهاد العدوو اقامة عمودالدين ان شاء الله ( 2 ) غيبة النعمانى : 51 ، وفيه زيادة واختلاف في الالفاض 

( 3 ) في المصدر : محمدبن أبى القاسم ولعله الصحيح 

( 4 ) كمال الدين : 174 

( 5 ) في المصدر : يحيى بن ابراهيم المدنى 

( 6 ) كمال الدين : 173 . ( * ) 

[ 24 ] 

لبعض ولد جعفر بن محمد عليمها السلام - قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله دخل المدينة رجل من 

ولد داود على دين اليهودية فرأى السكك خالية ، فقال لبعض أهل المدينة : ما حالكم ؟ 

فقيل له : توفي رسول الله صلى الله عليه وآله 

فقال الداودي : أما إنه توفي اليوم الذي هو في كتابنا ثم قال : فأين الناس ؟ 

فقيل له : في المسجد ، فأتى المسجد فاذا ابوبكر وعمر وعثمان وعبدالرحمن عوف و 

أبوعبيدة بن الجراج والناس قد غص المسجد بهم فقال : أوسعوا حتى أدخل ، 

وأرشدوني إلى الذي خلفه نبيكم ، فأرشدوه إلى أبي بكر فقال له : إنني من ولد 

داود على دين اليهودية ، وقد جئت لا سأل عن أربعة أحرف ، فإن خبرت بها أسلمت ، 

فقالوا له : انتظر قيلا ، وأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من بعض ابواب 

المسجد . فقالوا له : عليك بالفتي فقام إليه فلما دنا منه قال له : أنت علي بن 

أبي طالب ؟ 

فقال له علي عليه السلام : أنت فلان بن داود ؟ قال : نعم ، فأخذ على يده وجاء به 

إلى أبي بكر فقال له اليهودي : إني سألت هؤلاء عن أربعة أحرف فأرشدوني اليك 

لاسألك قال : اسأل 

قال : ما أول حرف كلم الله تعالى به نبيكم لما اسري به ورجع من عند ربه ؟ 

وخبرني عن الملك الذي زحم نبيكم ولم يسلم عليه ، وخبرني عن الاربعة الذين 

كشف عنهم مالك طبقا من النار وكلموا نبيكم ، وخبرني عن منبر نبيكم أي موضع 

هي من الجنة ؟ 

قال علي عليه السلام : أول ماكلم الله به نبينا صلى الله عليه وآله قول الله تعالى : ( آمن الرسول 

بما انزل إليه من ربه ) ؟ قال : ليس هذا أردت قال فقول رسول الله صلى الله عليه وآله : ( والمؤمنون 

كل آمن بالله ) قال : ليس هذا أردت قال : اترك الامر مستورا . 

قال لتخبرني أولست أنت هو ؟ قال : أما إذ أبيت فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما 

رجع من عند ربه والحجب ترفع له قبل أن يصير إلى موضع جبرئيل عليه السلام ناداه 

ملك : ياأحمد قال : لبيك قال : إن الله تعالى يقرء عليك السلام ويقول لك : اقرء على 

[ 25 ] 

السيد الولي ( 1 ) فقال الملك : علي بن أبي طالب عليه السلام . قال اليهودي : صدقت والله 

إني لاجد ذلك في كتاب أبي 

فقال علي عليه السلام : وأما الملك الذي زخم رسول الله صلى الله عليه وآله فملك الموت 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 25 سطر 4 الى ص 33 سطر 4 

 

جاء من عند جبار من أهل الدنيا ، قد تكلم بكلام عظيم فغضب لله ، فزحم رسول 

الله صلى الله عليه وآله ولم يعرفه فقال جبرئيل عليه السلام : ياملك الموت هذا رسول الله أحمد حبيب الله 

صلى الله عليه وآله ، فرجع إليه فلصق به واعتذر ، وقال : يا رسول الله إني أتيت ملكا 

جبارا قد تكلم بكلام عظيم فغضبت لله ولم أعرفك ، فعذره ، وأما الاربعة الذين كشف 

عنهم مالك طبقا من النار فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وآله مر بمالك ولم يضحك قط ( 2 ) 

فقال جبرئيل عليه السلام يا مالك هذا نبي الرحمة ، ( 3 ) فتبسم في وجهه ، ( 4 ) فقال رسول 

الله صلى الله عليه وآله مره يكشف طبقا من النار ( 5 ) فكشف طبقا فإذا قابيل ونمرود وفرعون 

وهامان فقالوا : يامحمد اسأل ربك أن يردنا إلى دارالدنيا حتى نعمل صالحا ، فغضب 

جبرئيل وقال بريشة من ريش جناحه فرد عليهم طبق النار ، وأما منبر رسول الله فإن 

مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله جنة عدن هي جنة ( 6 ) خلقها الله تعالى بيده ومعه فيها اثنا عشر 

وصيا ، وفوقه ( 7 ) قبة يقال لها الرضوان ، وفوق قبة الرضوان منزل يقال لها الوسيلة ، 

وليس في الجنة منزل يشبهه ، هومنبر رسول الله صلى الله عليه وآله . 

قال اليهودي : صدقت والله إنه لفي كتاب أبي داود يتوارثونه واحد بعد واحد 

حتى صار إلي ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنه الذي بشر 

* ( هامش ) * ( 1 ) في هامش المصدر : اقره على السيد الولى منا السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من السيد 

الولى ؟ فقال اه 

( 2 ) في هامش المصدر : منذ خلق خ ص . 

( 3 ) زاد في هامش المصدر : محمد خ ص . 

( 4 ) في هامش المصدر : ولم يتبسم لاحد غيره خ ص . 

( 5 ) في هامش المصدر : مره أن يكشف لاحد طبقا خ ص . 

( 6 ) في هامش المصدر : وهى جنة خ . 

( 7 ) في هامش المصدر : فوقها خ ص . ( * ) 

[ 26 ] 

به موسى عليه السلام وأشهد أنك عالم هذه الامة ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله . قال : فعلمه 

أمير المؤمنين شرائع الدين . ( 1 ) 

14 - يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى أنس بن مالك قال : دخل يهودي في 

خلافة أبي بكر وقال : اريد خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله فجاؤوا به إلى أبي بكر فقال 

له اليهود : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : نعم أما تنظرني في مقامه ومحرابه ؟ ! 

فقال له : إن كنت كما تقول يا أبابكر اريد أن أسألك عن أشياء ( 2 ) قال : اسأل عما 

بدالك وما تريد 

فقال اليهودي : أخبرني عماليس لله ، وعما ليس عندالله ، وعما لا يعلمه الله 

فقال عند ذلك أبوبكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي ، فعند ذلك هم المسلمون 

بقتله ، وكان فيمن حضر ابن عباس رضي الله عنه فزعق بالناس وقال : يا أبابكر امهل 

في قتله 

قال له : أما سمعت ( 3 ) ماقد تكلم به ؟ فقال ابن عباس : فإن كان جوابه عندكم 

وإلا فأخر جوه حيث شاء من الارض قال فأخرجوه وهو يقول : لعن الله قوما جلسوا 

في غير مراتبهم ( 4 ) يريدون قتل النفس التي قدحرم الله بغير علم 

قال : فخرج وهو يقول : أيها الناس ذهب الاسلام حتى لايجيبون ، ( 5 ) اين رسول 

الله صلى الله عليه وآله ؟ وأين خليفة رسول الله ؟ 

قال : فتبعه ابن عباس وقال له : اذهب ( 5 ) إلى عيبة علم النبوة إلى منزل علي 

ابن أبي طالب عليه السلام قال فعند ذلك أقبل أبوبكر والمسلمون في طلب اليهودي 

فلحقوه في بعض الطرق فأخذوه وجاؤوا به إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 

* ( هامش ) * ( 1 ) غيبة النعمانى : 53 

( 2 ) في الفضائل : اسألك عن أشياء إن كنت تجيب سألتك 

( 3 ) في الفضائل : قال فعندها هم المسلمون بقتل اليهودى وكان ممن حضر ذلك ابن عباس فزعق 

بالناس وقال : يا ابابكر ما انصفتم الرجل ، فقال : أما سمعت اه . 

( 4 ) في الفضائل : لعن الله قوما جلسوا في مقام النبى صلى الله عليه وآله بغير مراتبهم 

( 5 ) في المصدر : ذهب الاسلام حتى لاتجيبواعن مسألة واحدة 

( 6 ) في المصدر : ويلك اذهب ( * ) 

[ 27 ] 

فأستأذنوا عليه ثم دخلوا عليه وقد ازدحم الناس ، قوم يبكون ، وقوم يضحكون . 

قال : فقال أبوبكر : يا أباالحسن إن هذا اليهودي سألني عن مسألة من مسائل 

الزنادقة . فقال الامام عليه السلام : ما تقول يايهودي ؟ 

فقال اليهودي : أسأل وتفعل بي مثل ما فعل بي هؤلاء . قال : وأي شئ أرادوا 

يفعلون بك ؟ ( 1 ) قال : أرادوا أن يذهبوا بدمي فقال الامام عليه السلام : دع هذا واسأل 

عما شئت . 

فقال : سؤالي لايعلمه إلا نبي أووصي نبي . قال : اسأل عما بدالك . ( 2 ) فقال 

اليهودي : أجبني عما ليس لله ، وعماليس عندالله ، وعما لايعلمه الله . فقال له علي 

عليه السلام : على شرط يا أخا اليهود . قال : وما الشرط ؟ قال : تقول معي قولا عدلا مخلصا : ( 3 ) لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . فقال : نعم يامولاي . ( 4 ) 

فقال عليه السلام : ياأخا اليهود أما قولك : ماليس لله فليس لله صاحبة ولاولد . قال : 

صدقت يامولاي . 

وأما قولك : ماليس عندالله فليس عندالله الظلم . قال : صدقت يامولاي . 

وأما قولك : ماليس يعلمه الله فإن الله لايعلم أن له شريكا ولا وزيرا وهو 

على كل شئ قدير . ( 5 ) فعند ذلك قال : مديدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن 

محمدا صلى الله عليه وآله رسول ، وأنك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه ، فجزاك الله عن 

الاسلام خيرا . 

قال : فضج الناس عند ذلك . فقال أبوبكر : يا كاشف الكربات يا علي أنت 

فارج الهم . 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أى شئ أرادوا ان يفعلوا بك ؟ . 

( 2 ) في المصدر : سل عماتريد . فقال اليهودى : انبئنى . وفى الفضائل : فعند ذلك قال اليهودى : 

اخبرنى . 

( 3 ) في الفضائل : مخلصا بالرضا . 

( 4 ) زاد في الفضائل : كيف ما أقول . 

( 5 ) في الفضائل : وهو قادر على مايريد وفى الروضة : وهو القادر على مايشاء ويريد ( * ) 

[ 28 ] 

قال : فعند ذلك خرج أبوبكر ورقى المنبر وقال : أقيلوني أقيلوني أقيلوني ، 

لست بخير كم وعلي فيكم . قال : فخرج إليه عمر وقال : أمسك يا أبابكر عن 

هذا الكلام فقد ارتضيناك لا نفسنا ، ثم أنزله عن المنبر فاخبر بذلك أميرالمؤمنين 

عليه السلام ( 1 ) 

بيان : الزعق الصياح 

* ( باب 2 ) * 

* ( آخر في احتجاجه صلوات الله عليه على بعض اليهود بذكر ) * 

* ( معجزات النبى صلى الله عليه وآله ) * 

1 - ج : روي عن موسى بن جعفر عليهما السلام عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن 

علي عليه السلام أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والانجيل والزبور 

وصحف الانبياء عليهم السلام وعرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وفيهم 

علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس وأبومعبد الجهني ، ( 2 ) فقال : يا امة محمد ماتركتم 

لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم ، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه ؟ 

فكان القوم عنه . 

فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : نعم ما أعطى الله عزوجل نبيا درجة ولامرسلا 

فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه وآله وزاد محمد صلى الله عليه وآله على الانبياء أضعافا مضاعفة . 

فقال له اليهودي : فهل أنت مجيبني ؟ قال له : نعم ، سأذكرلك اليوم من فضائل 

رسول الله صلى الله عليه وآله مايقر الله به أعين المؤمنين ، ويكون فيه أزالة لشك الشاكين في فضائله 

إنه عليه الصلاة والسلام كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال : ولافخر ، وأنا أذكر لك فضائله 

غير مزر بالانبياء ولا منتقص لهم ، ولكن شكر الله عزوجل على ما أعطى محمدا صلى الله عليه وآله 

مثل ما أعطاهم ، ومازاده الله وما فضله عليهم 

* ( هامش ) * ( 1 ) الفضائل : 178 ، الروضة : 137 وفيهما اختلافات لفظية يسيرة 

( 2 ) في المصدر : أبوسعيد الجهني ، والظاهر أنه مصحف ، وهو عبدالله بن حكيم الجهنى ، قال 

ابن الاثير في اسد الغابة 3 : 145 عبدالله بن حكيم الجهنى أدرك النبى صلى الله عليه وآله ولا 

يعرف له سماع قاله البخارى ، وقال أبوحاتم الرازى انما هو عبدالله بن حكيم أبومعبد الجهنى ( * ) 

[ 29 ] 

فقال له اليهودي : إني أسألك فأعد له جوابا فقال له على عليه السلام : هات . قال 

له اليهودي : هذا آدم عليه السلام أسجد الله له ملائكته ، فهل فعل بمحمد شيئا من هذا ؟ 

فقال له علي عليه السلام : لقد كان ذلك ، ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن سجودهم لم يكن 

سجود طاعة إنم عبدوا آدم ( 1 ) من دون الله عزوجل ، ولكن اعترفوا ( اعترافا خ ل ) لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو افضل من هذا ، إن الله تعالى 

صلى عليه في جبروته ، والملائكة باجمعها ، وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه فهذه زيادة 

له يا يهودي 

قال له اليهودي : فإن آدم تاب الله عليه من بعد خطيئته قال له علي عليه السلام 

لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله نزل فيه ماهو اكبر من هذا من غير ذنب أتى ، قال الله عز 

وجل : ( ليغفرلك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ) إن محمدا غير مواف القيامة بوزر 

ولا مطلوب فيها بذنب 

قال له اليهودي : فإن هذا إدريس عليه السلام رفعه الله عزوجل مكانا عليا وأطعمه 

من تحف الجنة بعد وفاته قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله اعطي 

ماهو أفضل من هذا إن الله جل ثناؤه قال فيه : ( ورفعنا لك ذكرك ) فكفى بهذا من 

الله رفعة ، ولئن اطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته فإن محمدا صلى الله عليه وآله اطعم في 

الدنيا في حياته بينما يتضورجوعا ( 2 ) فأتاه جبرئيل بجام من الجنة فيه تحفة ، فهلل 

الجام وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا ، فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل 

ذلك ، فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل عليه السلام فقال له : كلها فإنها تحفة 

من الجنة أتحفك الله بها ، وإنها لاتصلح إلا لنبي اووصي نبي ، فأكل صلى الله عليه وآله وأكلنا 

معه ( منه خ ل ) وإني لا جد حلاوتها ساعتي هذه . 

فقال له اليهودي : فهذا نوح عليه السلام صبرفي ذات الله عزوجل وأعذار قومه إذكذب . 

قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذكذب 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وانهم عبدوا آدم 

. ( 2 ) اى يتلوى من وجع الجوع ( * ) 

[ 30 ] 

وشرد وحصب بالحصى وعلاه أبولهب بسلا شاة ، ( 1 ) فأوحى الله تبارك وتعالى إلى 

جابيل ( 2 ) ملك الجبال : أن شق الجبال ، وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله ، فاتاه فقال له : 

إني قد امرت لك بالطاعة ، فإن أمرت أن أطبق عليهم الجبال ( 3 ) فأهلكتهم بها . 

قال عليه الصلاة والسلام : إنما بعثت رحمة رب اهد امتي فإنهم لايعلمون 

ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة وأظهر عليهم 

شفقة ، فقال : ( رب إن ابنى من أهلي ) فقال الله تبارك وتعالى اسمه : ( إنه ليس من 

أهلك إنه عمل غير صالح ) إراد جل ذكره إن يسليه بذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله لما علنت 

من قومه المعاندة ( 4 ) شهر علهيم سيف النقمة ولم تدركه فيهم رقة القرابة ، ولم ينظر 

إليهم بعين مقة 

قال له اليهودي فإن نوحا دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر ( 5 ) قال 

له عليه السلام لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد صلى الله عليه وآله هطلت له السماء بماء 

منهمر رحمة ، إنه عليه السلام ( 6 ) لما هاجر إلى المدينة أتاه اهلها في يوم جمعة ، فقالوا له : 

يا رسول الله صلى الله عليه وآله احتبس القطر ، واصفر العود ، وتهافت الورق ، ( 7 ) فرفع يده المباركة 

حتى رئي بياض إبطيه ، وماترى في السماء سحابة ، فمابرح حتى سقاهم الله ، حتى 

أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجواع إلى منزله فمايقدر من شدة السيل ، 

فدام اسبوعا ، فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا : يارسول الله لقد تهدمت الجدر ، واحتبس 

الركب والسفر ، فضحك عليه الصلاة والسلام وقال : هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال : 

اللهم حوالينا ولا علينا اللهم في اصول الشيح ومراتع البقع ) فرئي حوالي المدينة 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر بسلاناقة وشاة . 

( 2 ) في نسخة : إلى حامل . وفى اخرى : إلى جاجائيل . وفى ثالثة . حبابيل 

( 3 ) في نسخة : وان امرت أطبقت عليهم الجبال . 

( 4 ) في المصدر : لما غلبت عليه من قومه المعاندة . 

( 5 ) انهمر الماء : انسكب وسال . 

( 6 ) في المصدر : وذلك انه عليه السلام . 

( 7 ) اى تساقط وتتابع ( * ) 

[ 31 ] 

المطر يقطر قطرا ، وما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله عزوجل 

قال له اليهودي : فإن هذا هود عليه السلام قد انتصرالله له من أعدئه بالريح ، فهل 

فعل بمحمد صلى الله عليه وآله شيئا من هذا ؟ قال عليه السلام لقد كان كذلك محمد صلى الله عليه وآله 

اعطي ماهو أفضل من هذا إن الله عزوجل ذكره قدانتصر له من أعدائه بالريح يوم 

الخندق إذأرسل عليهم ريحا تذروالحصى ، وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى 

محمدا صلى الله عليه وآله على هود بثمانية آلاف ملك وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط ، 

وريح محمد صلى الله عليه وآله ريح رحمة ، قال الله تبارك وتعالى : ( يا إيها الذين آمنوا اذكروا 

نعمة الله عليكم إذجاء تكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) 

قال له اليهودي : فإن هذا صالح إخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة قال 

علي عليه السلام لقدكان كذلك ، ومحمد عليه وآله السلام اعطي ماهو أفضل من ذلك إن 

ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة ومحمد صلى الله عليه وآله بينما نحن 

معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قددنا ثم رغا ( 1 ) فأنطقه الله عزوجل فقال : يارسول 

الله إن فلانا استعملني حتى كبرت ويريد نحري ، فأنا أستعيذ بك منه ، فأرسل رسول 

الله صلى الله عليه وآله إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه ، ولقد كنا معه فاذانحن بأعرابي 

معه ناقة له يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود ، فنطقت له الناقة 

فقالت : يا رسول الله إن فلانا مني برئ ، وإن الشهود يشهدون عليه بالزور ، وإن 

سارقي فلان اليهودي . 

قال له اليهودي : فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى ، 

وأحاطت دلالته بعلم الايمان به قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، واعطي محمد 

صلى الله عليه وآله افضل من ذلك قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت 

دلالته ( دلائله خ ل ) بعلم الايمان به ، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمسة عشرة سنة ، ومحمد صلى الله عليه وآله كان ابن سبع سنين قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجرتهم بين 

الصفا والمروة ، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته صلى الله عليه وآله . 

* ( هامش ) * ( 1 ) رغا البعير : صوت وضج ( * ) 

[ 32 ] 

فقالواله : ياغلام ما اسمك ؟ قال : محمد قالوا : ما اسم أبيك ؟ قال : عبدالله 

قالوا مااسم هذه ؟ - وأشاروا بأيديهم إلى الارض - قال : الارض . قالوا : 

فمااسم هذه ؟ - وأشاروا بأيديهم إلى السماء - قال : السماء قالوا : فمن ربهما ؟ قال : 

الله ، ثم انتهرهم وقال : أتشككونني في الله عزوجل ؟ ويحك يا يهودي لقد تيقظ 

بالاعتبار على معرفة الله عزوجل مع كفر قومه إذهو بينهم يستقسمون بالا زلام ويعبدون 

الاوثان ، وهو يقول : لا إله إلا الله . 

قال اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلاثة فقال 

علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس ، فثلاثة 

بثلاثة واثنان فضل ، قال الله عزوجل وهويصف أمر محمد صلى الله عليه وآله فقال : ( وجعلنا من بين 

أيديهم سدا ) فهذا الحجاب الاول ( ومن خلفهم سدا ) فهذا الحجاب الثاني ( فإغشيناهم 

فهم لا يبصرون ) فهذا الحجاب الثالث ، ثم قال : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين 

الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ) فهذا الحجاب الرابع ، ثم قال : ( فهى إلى 

الا ذقان فهم مقمحون ) فهذه حجب خمسة 

قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته قال له 

علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهوابي بن 

خلف الجمحي معه غظم نخرففر كه ( 1 ) ثم قال : يا محمد ( من يحيي العظام وهى رميم ) 

فأنطق الله محمدا صلى الله عليه وآله بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته ، فقال : ( يحييها الذي أنشأها 

أول مرة وهو بكل خلق عليم ) فانصرف مبهوتا 

قال له اليهودي : فانهذا إبراهيم جذ ( 2 ) أصنام قومه غضبا لله عزوجل . 

قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قد نكس عن الكعبة ثلاث مائة و 

ستين صنما ، ونفاها من جزيرة العرب ، وأذال من عبدها بالسيف 

قال له اليهودي : فان هذاإبراهيم عليه السلام قدأ ضجع ولده وتله ( 3 ) للجبين فقال 

* ( هامش ) * ( 1 ) نخرالعظم : بلى وتفتت ، فهو ناخر ونخر فرك الشئ : حكه حتى تفتت .  

( 2 ) جذه : كسره فانكسر ( 3 ) تله اى صرعه 

[ 33 ] 

له على عليهم السلام لقد كان كذلك ولقد اعطي إبراهيم عليه السلام بعد الاضجاع ( الاضطجاع خ ل ) 

الفداء ومحمد صلى الله عليه وآله اصيب بأفجع منه فجيعة إنه وقف عليه وآله الصلاة والسلام 

على عمه حمزة أسدالله ، وأسد رسوله ، وناصر دينه ، وقد فرق بين روحه وجسدة ، 

فلم يبين عليه حرقة ، ولم يفض عليه عبرة ، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 33 سطر 5 الى ص 41 سطر 5 

 

بيته ليرضي الله عزوجل بصبره ويستسلم لامره في جميع الفعال ، وقال صلى الله عليه وآله : لولا 

أن تحزن سفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير ، ولولا أن 

يكون سنة بعدي لفعلت ذلك . 

قال له اليهودي : فإن أبراهيم عليه السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل 

الله عزوجل النار عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال له علي 

عليه السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فسترالله 

السم ( 1 ) في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله ، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف ، 

كما أن النار تحرق ، فهذا من قدرته لاتنكره . 

قال له اليهودي : فإن هذا يعقوب عليه السلام أعظم في الخير نصيبه ، إذ جعل الاسباط 

من سلالة صلبه ، ومريم ابنة عمران من بناته قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، و 

محمد صلى الله عليه وآله أعظم في الخير نصيبا منه إذجعل فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين من بناته 

والحسن والحسين من حفدته . 

قال له اليهودي : فإن يعقوب عليه السلام قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض ( 2 ) من الحزن قال علي عليه السلام لقد كان كذلك وكان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق 

ومحمد صلى الله عليه وآله قبض ولده إبراهيم قرة عينه في حياة منه ، وخصه بالاختبار لعظم له 

الادخار ، فقال صلى الله عليه وآله : تحزن النفس ، ويجزع القلب ، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون 

ولا نقول ما يسخط الرب في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز ذكره والاستسلام له 

في جميع الفعال . 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فصيرالله السم 

( 2 ) حرض : كان مضنى مرضا فاسدا ( * ) 

[ 34 ] 

فقال اليهودي : فإن هذا يوسف عليه السلام قاسى مرارة الفرقة ، وحبس في السجن 

توقيا للمعصية ، فالقي في الجب وحيدا . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله 

قاسى مرارة الغربة وفارق الاهل والا ولاد والمال مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه 

فلما رأى الله عزوجل كأبته واستشعاره الحزن ( 1 ) أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا 

توازي رؤيا يوسف عليه السلام في تأويلها ، وأبان للعالمين صدق تحقيقها ، فقال : ( لقد صدق 

الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم و 

مقصرين لا تخافون ) ولئن كان يوسف عليه السلام حبس في السجن فلقد حبس رسول الله 

صلى الله عليه وآله نفسه في الشعب ثلاثة سنين ، وقطع منه أقار به وذووا الرحم ، و 

ألجؤوه إلى أضيق المضيق ، فلقد كادهم الله عز ذكره له كيدا مستبينا ، إذبعث أضعف 

خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه ، ولئن كان يوسف عليه السلام القي في 

الجب فلقد حبس محمد صلى الله عليه وآله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه : ( لاتحزن 

إن الله معنا ) ومدحه الله بذلك في كتابه . 

فقال له اليهودي : فهذا موسى بن عمران عليه السلام آتاه الله التوراة التي فيها حكم ( 2 ) 

قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو أفضل منه ، أعطى محمدا 

صلى الله عليه وآله سورة البقرة والمائدة بالانجيل ، وطواسين وطه ونصف المفصل و 

الحواميم بالتوراة ، وأعطى نصف المفصل والتسابيح بالزبور ، وأعطى سورة بني 

إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم عليه السلام وصحف موسى عليه السلام ، وزاد الله عزذكره محمدا 

صلى الله عليه وآله السبع الطوال ، وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم 

وأعطى الكتاب والحكمة . 

قال له اليهودى : فإن موسى عليه السلام ناجاه الله عزوجل على طورسيناء . 

قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وآله عند 

سدرة المنتهى ، فمقامه في السماء محمود ، وعند منتهى العرش مذكور . 

قال له اليهودي فلقد ألقى الله على موسى عليه السلام محبة منه . قال له علي عليه السلام 

* ( هامش ) * ( 1 ) الكأبة : الغم وسوء الحال والانكسار من الحزن . استشعر الخوف أى جعله شعار قلبه . 

( 2 ) في المصدر : فيها حكمه . ( * ) 

[ 35 ] 

لقد كان كذلك ، ولقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله ماهو أفضل منه ، لقد ألقى الله عزوجل 

عليه محبة منه ، فمن هذا الذي يشر كه في هذا الاسم إذتم من الله عزوجل به الشهادة 

فلاتتم الشهادة إلا أن يقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهدأن محمدا رسول الله ، ينادى 

به على المنابر ، فلايرفع صوت بذكر الله عزوجل إلا رفع بذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم معه . 

قال له اليهودي : لقد أوحى الله إلى ام موسى لفضل منزلة موسى عليه السلام عندالله 

عزوجل . قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد لطف الله جل ثناؤه لام محمد صلى الله عليه وآله 

بأن أوصل إليها اسمه حتى قالت : إشهد والعالمون أن محمدا صلى الله عليه وآله منتظر ، وشهد الملائكة 

على الانبياء أنهم أثبتوه في الاسفار ، ( 1 ) وبلطف من الله عزوجل ساقه إليها ووصل إليها 

اسمه لفضل منزلته عنده حتى رأت في المنام أنه قيل لها : إنما في بطنك سيد فإذا 

ولدته فسميه محمدا صلى الله عليه وآله ، فاشتق الله له اسما من أسمائه ، فالله محمود وهذا محمد صلى الله عليه وآله 

قال له اليهودي : فإن هذا موسى بن عمران قد أرسله إلى فرعون وأراه 

الآية الكبرى . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أرسله إلى فراعنة شتى ، 

مثل أبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة ، وأبي البختري ، والنضربن الحارث 

وابي بن خلف ، ومنبه وبنيه ابني الحجاج ، وإلى الخمسة المستهزئين : الوليدبن 

المغيرة المخزومي ، والعاص بن وائل السهمي ، والا سودبن عبد يغوث الزهري ، و 

الاسودبن المطلب ، والحارث بن الطلاطلة ( 2 ) فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم 

حتى تبين لهم أنه الحق 

قال له اليهودي : لقد انتقهم الله لموسى عليه السلام من فرعون . قال له علي عليه السلام : 

لقد كان كذلك ، ولقدانتقم الله جل اسمه لمحمد صلى الله عليه وآله من الفراعنة ، فأما المستهزؤون 

فقد قال الله تعالى : ( إنا كفيناك المستهزئين ) فقتل الله كل واحد منهم بغيرقتلة صاحبه 

في يوم واحد ، فإما الوليد المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في 

الطريق فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات وهو يقول : قتلني رب محمد 

صلى الله عليه وآله . 

* ( هامش ) * ( 1 ) الاسفار جمع السفر بالكسر فالسكون : التوراة . 

( 2 ) في المصدر : والحارث بن أبى الطلالة . ( * ) 

[ 36 ] 

وأما العاص بن وائل فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده ( 1 ) تحته 

حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول : قتلني رب محمد - صلى الله عليه وآله - . 

وأما الاسودبن عبديغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه 

جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة ، فقال لغلامه : امنع عني هذا فقال : ما 

أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك فقتله وهو يقول : قتلني رب محمد 

وأما الا سودبن المطلب فإن النبي صلى الله عليه وآله دعا عليه أن يعمي الله بصره وأن 

يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة 

خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقى حتى أثكله الله عزوجل ولده . 

وأما الحارث بن الطلاطلة ( 1 ) فإنه خرج من بينه في السموم ( 2 ) فتحول 

حبشيا فرجع إلى أهله فقال : أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول : قتلني رب 

محمد - صلى الله عليه وآله - .  

وروي أن الاسودبن الحارث أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب 

الماء حتى انشق بطنه فمات وهو يقول : قتلني رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة ، 

وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالواله : يا محمد ننتظر بك إلى الظهر 

فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك ، فدخل النبي صلى الله عليه وآله في منزله فأغلق عليه بابه مغتما 

لقولهم فأتاه جبرئيل عليه السلام عن الله ساعته فقال له : يامحمد السلام يقرء عليك السلام 

وهو يقول : ( اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) يعني أظهر أمرك لاهل مكة و 

ادعهم إلى الا يمان 

قال : يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ قال له : ( إنا كفيناك 

المستهزئين ) 

قال : يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي قال قد كفيتهم ، فأظهر أمره عند ذلك ، 

* ( هامش ) * ( 1 ) أى فتدحرج . 

( 2 ) في المصدر : وأما الحارث بن أبى الطلالة . 

( 3 ) السموم : الريح الحارة . ( * ) 

[ 37 ] 

وأما بقيتهم من الفرعنة ( 1 ) فقتلوا يوم بدر بالسيف ، وهزم الله الجمع وولواالدبر . 

قال له اليهودي : فإن هذا موسى بن عمران قد اعطي العصا فكانت تتحول 

ثعبانا . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو افضل من هذا ، 

إن رجلا كان يطالب أباجهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه ، فاشتغل عنه و 

جلس يشرب ، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين : من تطلب ؟ 

قال : عمروبن هشام - يعني أباجهل - لي عليه دين ، قال : فأدلك على من يستخرج 

الحقوق ؟ قال : نعم ، فدله على النبي صلى الله عليه وآله وكان أبوجهل يقول : ليت لمحمد إلي 

حاجة فأسخر به وأرده ، فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد بلغني أن بينك و 

بين عمر وبن هشام حسن ، ( 2 ) وأنا أستشفع بك إليه ، فقام معه رسول الله صلى الله عليه وآله فأتى 

بابه ، فقال له : قم يا أباجهل فأد إلى الرجل حقه ، وإنما كناه أباجهل ( 3 ) ذلك 

اليوم ، فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه ، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه : 

فعلت ذلك فرقا من محمد ، قال : ويحكم أعذروني ، إنه لما أقبل رأيت عن يمينه 

رجالا بأيديهم حراب تتلالؤ ، وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران 

من أبصارهما ، لوامتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان ، هذا 

أكبر مما اعطي ، ( 4 ) ثعبان بثعبان موسى عليه السلام ، وزاد الله محمدا صلى الله عليه وآله ثعبانا وثمانية 

أملاك معهم الحراب ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله يؤذي قريشا بالدعاء ، فقام يوما فسفه 

أحلامهم ، وعاب دينهم ، وشتم أصنامهم ، وضلل آباءهم فاغتموامن ذلك غما شديدا ، 

فقال أبوجهل : والله للموت خيرلنا من الحياة ، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل  

محمدا فيقتل به ؟ فقالواله : لا ، قال : فأنا أقتله ، فإن شاءت بنوعبدالمطلب قتلوني به ، 

وإلا تركوني ، قالوا : إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال 

تذكر به . 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وأما بقية الفراعنة . 

( 2 ) في هامش الكتاب : خشن ظ . وفي المصدر : حسن صداقة . 

( 3 ) في المصدر : وانما كناه بابى جهل اه . 

( 4 ) في المصدر : مما اعطى موسى . ( * ) 

[ 38 ] 

قال : إنه كثير السجود حول الكعبة فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشد خته به ، 

فجاء رسوالله صلى الله عليه وآله فطاف بالبيت اسبوعا ، ثم صلى وأطال السجود ، فأخذ أبوجهل 

حجرا فأتاه من قبل رأسه ، فلما أن قرب أقبل فحل من قبل رسول الله فاغرا فاه 

نحوه ، فلما أن رآه أبوجهل فزع منه وارتعدت يده ، وطرح الحجر فشدخ رجله 

فرجع مدمى متغير اللون يفيض عرقا فقال له أصحابه : ما رأينا كاليوم ، ( 1 ) قال : 

: ويحكم أعذروني فإنه من عنده فحل فاغرا فاه فكاد يبتلعني فرميت بالحجر 

فشدخت رجلي . 

قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد اعطي اليد البيضاء ، فهل فعل بمحمد 

شئ من هذا ؟ قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو أفضل من 

هذا إن نوراكان يضئ عن يمينه حيثما جلس ، وعن يساره أينما جلس ، وكان يراه 

الناس كلهم 

قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد ضرب له في البحر طريق ، فهل فعل 

بمحمد شئ من هذا ؟ فقال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي 

ماهو أفضل من هذا خرجنا معه إلى حنين فإذا نحن بواد يشخب ، ( 2 ) فقد رناه فإذا 

هو أربع عشرة قامة ، فقالوا : يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا ، كما قال 

أصحاب موسى : إنا لمدركون ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : ( اللهم إنك جعلت 

لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك ) وركب صلى الله عليه وآله فعبرت الخيل لاتندى ( 3 ) حوافرها ، 

والابل لاتندى أخفانها ، فرجعنا فكان فتحنا فتحا 

قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد اعطي الحجر فانبجست منه اثنتاعشرة 

عينا . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل الحديبية وحاصره 

أهل مكة قد اعطي ماهو أفضل من ذلك ، وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظماء وأصابهم 

ذلك حتى التفت خواصر الخيل ، فذكرواله صلى الله عليه وآله ذلك فدعا بركوة يمانية ثم نصب 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : مارايناك كاليوم 

( 2 ) اى يسيل . ( 3 ) اى لاتبتل ( * ) 

[ 39 ] 

يده المبار كة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء ، فصدرنا وصدرت الخيل ( 1 ) 

رواء ، وملانا كل مزادة ( 2 ) وسقاء ، ولقد كنامعه بالحديبية وإذاثم قليب ( 3 ) 

جافة ، فأخرج صلى الله عليه وآله سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب فقال له : اذهب بهذا السهم 

إلى تلك القليب الجافة فأغر سه فيها ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت 

السهم ، ولقد كان يوم الميضأة ( 4 ) عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث 

دعا بالميضأة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل ، 

وشربوا حاجتهم ، وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا . 

قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد اعطي المن والسلوى ، فهل اعطي 

محمد صلى الله عليه وآله نظير هذا ؟ ( 5 ) قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو 

أفضل من هذا إن الله عزوجل أحل له الغنائم ولامته ولم تحل لا حد قبله ، 

فهذا أفضل من المن والسلوى ، ثم زاده أن جعل النية له ولامته عملا صالحا ، ( 6 ) 

ولم يجعل لا حد من الا مم ذلك قبله فإذاهم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له 

حسنة ، وإن عملها كتبت له عشرة . 

قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد ظلل عليه الغ ؟ ام . قال له علي عليه السلام : 

لقد كان كذلك ، وقد فعل ذلك لموسى عليه السلام في التيه ، واعطي محمد صلى الله عليه وآله أفضل 

مما اعطي موسى عليه السلام . 

قال له اليهودي : فهذا داود قد ألان الله عزوجل له الحديد ( 7 ) فعمل منه 

الدروع . قال له عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو أفضل منه إنه لين 

* ( هامش ) * ( 1 ) صدر عن الماء : رجع عنه ( 2 ) المزادة : مايوضع فيه الزاد 

( 3 ) القليب : البئر وقيل : البئر القديمة 

( 4 ) الميضأة والميضاءة : الموضع يتوضأ فيه المطهرة يتوضأ منها 

( 5 ) في نسخة : فهل فعل بمحمد صلى الله عليه وآله هذا ؟ 

( 6 ) في المصدر : ثم زاده أن جعل النية له ولامته بلا عمل عملا صالحا 

( 7 ) في المصدر : قدلين الله له الحديد ( * ) 

 

[ 40 ] 

الله عزوجل له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ، ولقد غارت الصخرة تحت يده 

ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين ، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته 

قال له اليهودي : فإن هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه 

لخوفه . قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو افضل من هذا ، 

إنه كان إذاقام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الا ثافي من 

شدة البكاء وقدأمنه الله عزوجل من عقابه ، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ، ويكون 

إماما لمن اقتدى به ولقد قام عليه وآله السلام عشر سنين على أصراف أصابعة حتى 

تورمت قدماه واصفر وجهه ، يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عزوجل 

( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) بل لتسعد به ، ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه ، 

فقيل له : يا رسول الله أليس الله عزوجل قد غفرلك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ 

قال : بلى أفلا أكون عبدأ شكورا ؟ ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل محمد صلى الله عليه وآله 

ما هو أفضل من هذا إذكنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له : قر فليس 

عليك إلا نبي وصديق شهيد ، فقر الجبل مجيبا لامره ومنتهيا إلى طاعته ، ولقد 

مررنامعه بجبل وإذا الدموع تخرج من بعضه فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا جبل 

فقال : يارسول الله كان المسيح مربي وهو يخوف الناس بنار ( 1 ) وقودها الناس والحجارة 

فأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة ، قال له : لاتخف تلك حجارة الكبريت ، 

فقر الجبل وسكن وهدأ ، وأجاب لقوله صلى الله عليه وآله 

قال له اليهودي : فإن هذا سليمان ، اعطي ملكا لاينبغي لاحد من بعده 

فقال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو أفضل من هذا ، إنه هبط 

إليه ملك لم يهبط إلى الارض قبله وهو ميكائيل ؟ فقال له : يا محمد عش ملكا منعما ، 

وهذه مفاتيح خزائن الارض معك ، وتسير معك جبالها ذهبا وفضة ، لاينقص لك 

فيماادخر لكفي الآخرة شئ ، فأومأ إلى جبرئيل عليه السلام وكان خليله من 

الملائكة - فأشار إليه : أن تواضع فقال : بل أعيش نبيا عبدا ، آكل يوما ولا آكل 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وهو يخوف الناس من نار اه ( * ) 

[ 41 ] 

يومين ، وألحق بإخواني من الانبياء من قبلي فراده الله تعالى الكوثر ، وأعطاه 

الشفاعة ، وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة ، ووعده المقام 

المحمود ، فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش فهذا أفضل مما اعطي سليمان 

ابن داود عليه السلام 

قال له اليهودي : فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت به في بلاده 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 41 سطر 6 الى ص 49 سطر 6 

 

غدو ها شهر ورواحها شهر فقال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي 

ما هو أفضل من هذا إنه اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة 

شهر ، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة 

حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى ، فدلي له من الجنة رفرف أخضر و 

غشى النور بصره فرأى عظمة ربه عزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه فكان كقاب قوسين 

بينها وبينه أوأدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في 

سورة البقرة قوله تعالى : ( ( لله ما في السموات وما في الارض وإن تبدوا ما في أنفسكم 

او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير ) 

وكانت الآية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك اسمه 

محمد صلى الله عليه وآله وعرضت على الامم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها ، وقبلهارسول الله صلى الله عليه وآله 

وعرضها على امته فقبلوها ، فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا 

يطيقونها ، فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه فقال : ( آمن 

الرسول بما انزل إليه من ربه ) فأجاب صلى الله عليه وآله مجيبا عنه وعن امته فقال جل ذكره : 

لهم الجنة والمغفرة علي إن فعلوا ذلك 

فقال النبي صلى الله عليه وآله : أمال إذا فعلت بنا ذلك ( فغفر انك ربنا وإليك المصير ) يعني 

المرجع في الآخرة قال : فأجابه الله جل ثناؤه : وقد فعلت ذلك بك وبا متك 

ثم قال عزوجل : أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها 

على الامم فأبواأن يقبلوها وقبلتها امتك فحق علي أن أرفعها عن أمتك . فقال : 

[ 42 ] 

( لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ماكسبت ) من خير ( وعليها ما اكتسبت ) من شر 

فقال النبي صلى الله عليه وآله لما سمع ذلك : أما إذفعلت ذلك بي وبامتي فزدني قال سل . 

قال : ( ربنالا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) قال الله عزوجل : لست اواخذ امتك 

بالنسيان والخطا لكرامتك علي ، وكانت الامم السالفة إذانسواماذكروا به فتحت 

عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن امتك ، وكانت الامم السالفة إذا أخطؤوا 

اخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه وقد رفعت ذلك عن امتك لكرامتك علي 

فقال النبي صلى الله عليه وآله : اللهم إذ أعطيتني ذلك فزدني فقال الله تعالى له : سل قال : 

( ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) يعني بالاصرالشدائد التي 

كانت على من كان قبلنا فأجابه الله إلى ذلك فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن امتك 

الاصار التي كانت على الامم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الارض 

معلومة اخترتها لهم وإن بعدت وقد جعلت الارض كلها لا متك ، مسجدا وطهورا ، 

فهذه من الآصارالتي كانت على الامم قبلك فرفعتها عن امتك ، وكانت الامم السالفة 

إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم ، وقد جعلت الماء لامتك طهورا ، 

فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك ، وكانت الامم السالفة تحمل 

قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته 

فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا ( 1 ) وقد جعلت قربان امتك في 

بطون فقرائها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ، ومن 

لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا ، وقد رفعت ذلك عن امتك وهي من 

الآصار التي كانت على من كان قبلك ، وكانت الامم السالفة صلاتها مفروضة عليها في 

ظلم الليل وأنصاف النهار ، وهي من الشدائد التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك و 

فرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنها وفي أوقات نشاطهم ، وكانت الامم السالفة 

قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم 

فرفعتها عن امتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات وهي إحدى وخمسون ركعة ، و 

* ( هامش ) * ( 1 ) ثبره : خيبه ( * ) 

[ 43 ] 

جعلت لهم أجر خمسين صلاة وكانت الامم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة 

وهي من الآصارالتي كانت عليهم فرفعتها عن امتك وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة 

بواحدة ، وكانت الامم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له وإن 

عملها كتبت له حسنة ، وإن امتك إذاهم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة 

وإن عملها كتبت له عشرا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك ، و 

كانت امم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت 

عليه سيئة ، وإن امتك إذا هم أحدهم بسية ثم لم يعملها كتبت له حسنة ، وهذه من 

الآصار التي كانت عليهم فرفعت ذلك عن امتك ، وكانت الامم السالفة إذا أذنبوا 

كتبت ذنوبهم على أبوابهم وجعلت توبتهم من الذنوب أن حرمت عليهم بعد التوبة أحب 

الطعام إليهم ، وقدرفعت ذلك عن امتك وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم ، وجعلت 

عليهم ستورا كثيفة ، وقبلت توبتهم بلاعقوبة ، ولا اعاقبهم بأن احرم عليهم أحب 

الطعام إليهم ، وكانت الامم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد ( 1 ) مائة سة 

أوثمانين سنة أوخمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون أن اعاقبه في الدنيا بعقوبة وهي 

من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك وإن الرجل من امتك ليذنب 

عشرين سنة أوثلاثين سنة أو أربعين سنة أومائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة العين فأغفر له 

ذلك كله . 

فقال النبي صلى الله عليه وآله اللهم إذ أعطيتني ذلك كله فزدنى قال سل قال : ( ربنا 

( ولا تحملنا مالا طاقة لنا به ) فقال تبارك اسمه : قدفعلت ذلك بامتك ، وقد رفعت 

عنهم عظم بلا يا الامم ، وذلك حكمي في جميع الامم أن لا اكلف خلقا فوق طاقتهم 

فقال النبي صلى الله عليه وآله : ( واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا ) 

قال الله عزوجل : قد فعلت ذلك بتائبي ( بناجي خ ل ) امتك ثم قال : ( فانصرنا 

على القوم الكافرين ) قال الله عز اسمه : إن امتك في الارض كالشامة البيضاء في 

الثور الاسود ، هم القادرون وهم القاهرون ، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : يتوب احدهم إلى الله من الذنب الواحد . ( * ) 

[ 44 ] 

علي وحق علي أن اظهردينك على الاديان حتى لايبقي في شرق الارض وغربها 

دين إلادينك ، أو يؤدون ألى أهل دينك الجزية 

قال له اليهودي : فإن هذا سليمان عليه السلام سخرت له الشياطين ، يعملون له ما 

يشاء من محاريب وتماثيل قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ولقد اعطي محمد صلى الله عليه وآله 

أفضل من هذا ، أن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ، وقدسخرت 

لنبوة محمد صلى الله عليه وآله الشياطين بالايمان فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن 

نصيبين واليمن من بني عمروبن عامر ( 1 ) من الاحجة منهم : شضاة ، ومضاة ، ( 2 ) و 

الهملكان ، والمرزبان ، والمازمان ، ونضاة ، وهصب ، وهاضب ( 3 ) وعمرو ، وهم 

الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) وهم التسعة 

( يستمعون القرآن ) فأقبل إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ظنوا 

كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على 

الصوم والصلاة والز كاة والحج والجهاد ونصح المسلمين ، فاعتذروابأنهم قالوا على 

الله شططا وهذا أفضل مما اعطي سليمان سبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه وآله 

بعدأن كانت تتمرد وتزعم أن لله ولدا ، فلقد شمل مبعثة من الجن والانس 

مالا يحصى . 

قال له اليهودي : فهذا يحيى بن زكريا يقال : إنه اوتي الحكم صبيا والحلم 

والفهم ، وإنه كان يبكي من غير ذنب ، وكان يواصل الصوم 

قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو أفضل من هذا إن  

يجيى بن زكريا كان في عصر لاأوثان فيه ولا جاهلية ، ومحمد صلى الله عليه وآله اوتي الحكم و 

الفهم صبيا بين عبدة الاوثان وحزب الشيطان ولم يرغب لهم في صنم قط ، ولم ينشط 

لاعيادهم ، ولم يرمنه كذب قط صلى الله عليه وآله ، وكان أمينا صدوقا حليما ، وكان يواصل صوم 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فاقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم ، واحد من جن نصيبين والثمان من 

بنى عمروبن عامر 

( 2 ) في هامش المصدر : شصاة ومصاة خ ل 

( 3 ) في المصدر : وهاضب وهضب ( * ) 

[ 45 ] 

الاسبوع والآقل واكثر ، فيقال في ذلك فيقول : إني لست كأحدكم ، إني أظل 

عند ربي فيطعمني ويسقيني ، وكان يبكي صلى الله عليه وآله حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز 

وجل من غير جرم . 

قال له اليهودي : فإن هذا عيسى بن مريم يزعمون أنه تكلم في المهد صبيا . 

قال له علي عليه السلام : لقدكان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله سقط من بطن امه واضعا يده اليسرى 

على الارض ، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد ، ويدامن فيه نور 

رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام ومايليها ، والقصور الحمر من أرض اليمن 

ومايليها ، والقصور البيض من إصطخر ومايليها ، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي 

صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والانس والشياطين وقالوا : حدث في الارض 

حدث ، ولقد رئيت الملائة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس ، وتضطرب النجوم 

وتتساقط علامة لميلاده ، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الا عاجيب في 

تلك الليلة ، وكان له مقعد في السماء الثالثة ، والشياطين يسترقون السمع فلما رأوا 

الا عاجيب أرادوا أن يستر قواالسمع فإذا هموا قد حجبوا من السماوات كلها و 

رموا بالشهب دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله 

قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الا كمه والابرص بإذن الله 

عزوجل فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه واله وسلم اعطي ماهو أفضل من 

ذلك أبرأ ذا العاهة من عاهته ، فبينما هوجالس صلى الله عليه وآله إذ سأل عن رجل من أصحابه 

فقالوا : يا رسول الله إنه قد صار من البلاء ، كهيئة الفرخ لاريش عليه فأتاه عليه السلام 

فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء ، فقال : قاكنت تدعوفي صحتك دعاء ؟ قال : 

نعم ، كنت أقول : يارب أيما عقوبة معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا . 

فقال النبي صلى الله عليه وآله : الا قلت : ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة 

وقنا عذاب النار ) ؟ فقالها فكأنما نشط من عقال ( 1 ) وقال صحيحا وخرج معنا . ولقد 

أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه صلى الله عليه وآله فأخذ قدحا من ماء 

* ( هامش ) * ( 1 ) أى اطلق من عقال . ( * ) 

[ 46 ] 

فتفل فيه ثم قال : امسح به جسدك ففعل فبرئ لم يوجد فيه شئ ولقد أتى 

أعرابي أبرص ( 1 ) فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا ولئن زعمت أن 

عيسى عليه السلام أبرأ ذوي العاهات من عاهاتهم فإن محمدا صلى الله عليه وآله بينما هو في بعض أصحابه 

إذا هو بامرأة فقالت : يارسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت ، كلما أتيته 

بطعام وقع عليه التثاؤب فقام النبي صلى الله عليه وآله وقمنا معه فلما أتيناه قال له : جانب يا 

عدوالله ولي الله فأنا رسول الله ، فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنافي عسكرنا ، 

ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام أبرأ العميان فإن محمدأ صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو أكثر من 

ذلك ، ( 2 ) إن قتادة بن ربعي كان رجلا صبيحا فلما أن كان يوم احد أصابته طعنة في عينه 

فبدرت حدقته فأخذها بيده ، ثم أتى بهاالنبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إن امر أتي الآن 

تبغضني ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا 

بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الاخرى 

ولقد جرح عبدالله بن عتيك وبانت يده يوم ابن أبي الحقيق فجاء إلى النبي 

صلى الله عليه وآله ليلا فمسح عليه يده ، ( 3 ) فلم تكن تعرف من اليد الاخرى 

ولقد أصاب محمدبن مسلمة يوم كعب بن الا شرف مثل ذلك في عينه ويده ، فمسحه 

رسول الله فلم تستبينا . 

ولقد إصاب عبدالله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الاخرى 

فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله 

قال له اليهودي : فإن عيسى بن مريم يزعمون أنه قد أحيى الموتى بإذن الله 

تعالى . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله سبحت في يده تسع حصيات 

تسمع نغماتها في جمودها ولاروح فيها لتمام حجة نبوته ولقد كلمته الموتى من بعد 

موتهم واستغاثوه مما خافوا من تبعته ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال : ماههنا 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ولقد اتى النبي ص باعربى ابرص 

( 2 ) في المصدر : قد فعل أكبر من ذلك . 

( 3 ) في المصدر : وبانت يده يوم حنين فجاء إلى النبى ص فمسح عليه يده ( * ) 

[ 47 ] 

من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي ؟ 

وكان شهيدا . 

ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام كلم الموتى فلقد كان لمحمد صلى الله عليه وآله ماهو أعجب 

من هذا ، إن النبي صلى الله عليه وآله لما نزل بالطائف وحاصرأهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة 

مطلية ( مطبوخة خ ل ) بسم فنطق الذراع منها فقالت : يا رسول الله لا تأكلني فإني 

مسمومة ، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عزوجل على 

المنكرين لنبوته ، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي ، ولقد كان صلى الله عليه وآله 

يدعو بالشجرة فتجيبه ، وتكلمه البهيمة ، وتكلمه السباع وتشهدله بالنبوة وتحذرهم 

عصيانه ، فهذا أكثر مما اعطي عيسى عليه السلام . 

قال له اليهودي : إن عيسى يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في 

بيوتهم . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله فعل ماهو أكثر من هذا ، 

إن عيسى عليه السلام أنبأ قومه بما كان من وراء حائط ، ومحمدصلى الله عليه وآله أنبأ عن مؤتة وهو عنها 

غائب ، ووصف حربهم ومن استشهد منهم ، وبينه وبينهم مسيرة شهر . 

وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شئ فيقول صلى الله عليه وآله : تقول أوأقول ؟ فيقول : 

بل قل يا رسول الله فيقول : جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته . 

ولقد كان صلى الله عليه وآله يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتي لايترك من أسرارهم شيئا ، منها 

ماكان بين صفوان بن امية وبين عميربن وهب إذا أتاه عمير فقال : جئت في فكاك ابني 

فقال له : كذبت بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر : والله 

للموت خير لنا من البقاء ( 1 ) مع ماصنع محمد صلى الله عليه وآله بنا ، وهل حياة بعد أهل القليب ؟ 

فقلت أنت : لولا عيالى ودين علي لارحتك من محمد فقال صفوان : علي أن أقضي دينك 

وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن من خير أوشر . فقلت أنت : فاكتمها علي 

وجهزني حتى أذهب فأقتله ، فجئت لتقتلني فقال : صدقت يا رسول الله ، فأنا أشهد أن 

لا إله إلاالله ، وأنك رسول الله . وأشباه هذا مما لايحصى . 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وقلتم : والله للموت أهون علينا من البقاء . ( * ) 

[ 48 ] 

قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه خلق من الطين كهيئة الطير فينفخ 

فيه فيكون طيرا بإذن الله عزوجل فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله 

قد فعل ماهو شبيه بهذا أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ، ثم 

قال صلى الله عليه وآله للحجر : انفلق فانفلق ثلاث فلق ، نسمع لكل فلقة منها تسبيحا لايسمع 

للاخرى . 

ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل و 

تقديس ، ثم قال لها : انشقي فانشقت نصفين ، ثم قال لها : التزقي فالتزقت ، ثم قال 

لها : اشهدي لي بالنبوة فشهدت ، ثم قال لها : ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل 

والتقديس ففعلت ، وكان موضعها بجنب الجزارين بمكة . 

قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه كان سياحا . فقال له علي عليه السلام : لقد 

كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله كانت سياحته في الجهاد ، واستنفر في عشر سنين مالا يحصى من 

حاضر وباد ، وأفنى فئاما عن العرب من منعوت بالسيف ، لايداري بالكلام ولا ينام إلا 

عن دم ، ولايسافر إلا وهو متجهز لقتال عدوه . 

قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا . قال له علي عليه السلام : لقد 

كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أزهد الا نبياء عليهم السلام كان له ثلاث عشرة زوجة سوى من يطيف 

به من الاماء مارفعت له مائدة قط وعليها طعام ، وما أكل خبز بر قط ، ولاشبع من 

خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط ، توفي ودرعه مر هونة عند يهودي بأربعة دراهم ، ماترك 

صفراء ولابيضاء مع ماوطئ له من البلاد ومكن له من غنائم العباد ، ولقد كان يقسم 

في اليوم الواحد ثلاث مائة ألف وأربعمائة ألف ، ويأتيه السائل بالعشي فيقول : و 

الذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير ولاصاع من بر ولادرهم 

ولادينار . 

قال له اليهودي : فإني أشهد أن لاإله إلا الله ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله 

وأشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه وآله ، 

وزاد محمدا صلى الله عليه وآله على الانبياء صلوات الله عليهم أضعاف درجة . 

[ 49 ] 

فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أشهد يا أباالحسن أنك من الراسخين 

في العلم فقال : ويحك ومالي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله تعالى في عظمته 

جلت فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ( 1 ) 

ايضاح : المقة بكسر الميم : المحبة والتهافت : التساقط والشيح بالكسر : 

نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه : ( ومراتع البقع ) البقع بالضم جمع الابقع 

وهو ما خالطا بياضه لون آخر ، ولعل المراد الغراب الابقع فإنه يفر من الناس و 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 49 سطر 7 الى ص 57 سطر 7 

 

يرتع في البوادي ويحتمل أن يكون في الاصل البقيع أولفظ آخر ، والظاهر أن فيه 

تصحيفا 

قوله : ( بحجب ثلاثة ) لعل المراد البطن والرحم والمشيمة حيث أخفى حمله 

عن نمرود ، أوفي الغار بثلاثة حجب ، أوأحدها عند الحمل والثاني في الغار والثالث 

في النار والمقمح : الغاض بصره بعد رفع رأسه ، واختلف في تفسير الآية فقيل : إنه 

مثل ضربه الله تعالى للمشركين في إعراضهم عن الحق فمثلهم كمثل رجل غلت يداه 

إلى عنقه لا يمكنه أن يبسطهما إلى خير ، ورجل طامع برأسه لايبصر موطئ قدميه : 

وقيل : إن المعني بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي صلى الله عليه وآله فصاروا هكذا وهذا 

الخبر يدل على الاخير والسبع الطوال على المشهور من البقبرة إلى الاعراف ، و 

السابعة سورة يونس أوالا نفال وبرأة جميعا ، لانهما سورة واحدة عند بعض والمراد 

هنا مايبقى بعد إسقاط البقرة والمائدة وبراءة 

وقوله : ( والقرآن العظيم ) اريد به بقية القرآن ، أوالمرادبه الفاتحة أيضا 

وقوله : ( واعطي الكتاب ) إشارة إلى البقية 

قوله : عليه السلام : ( في هذا الاسم ) يحتمل أن يكون المعنى أن اسمه صلى الله عليه وآله يدل على 

أن الله تعالى ألقى محبته على العباد لدلالته على كونه محمودا في السماء والارض ، أويكون 

المراد بالاسم الذكر ، فكثيرا مايطلق عليه مجازا ، أوأن قوله : ( إذتم ) في قوة البدل 

* ( هامش ) * ( 1 ) الاحتجاج : 111 - 120 وفيه : من استعظمه الله عزوجل في عظمته فقال جلت عظمته : 

( وانك لعلى خلق عظيم ) . ( * ) 

[ 50 ] 

من الاسم ، والحاصل أنه من الذي يشر كه في أن لايتم الشهادة لله بالوحدانية إلا 

بذكر اسمه والشهادة له بالنبوة ؟ كل هذا إذا قرئ ( من ) بالفتح ، وبمكن أن يقرء 

بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الا خيرين والنبل : السهام العربية ويقال : رشت 

السهم : إذا ألزقت عليه الريش والشظية : الفلقه من العصا ونحوها والا كحل : 

عرق في اليد يفصد 

قوله : ( وروي ) الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر قوله : 

أن يبعجوا بفتح العين أي أن يشقوا والشدخ : كسر الشي الاجوف أي شدخت 

رأسه به ويقال : فغر فاه ، أي فتحه 

قوله : ( وحتى التفت خواصر الخيل ) أي جنبتاها من شدة العطش قوله عليه السلام : 

( وجعلها غارا ) يدل على أنه صلى الله عليه وآله ليلة الغار أحدث الغار ودخل فيه ولم يكن ثمة 

غار ، وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج 

وأما قوله : ( قدرأينا ذلك والتمسناه تحت رايته ) أي رأينا تحت رايته عليه 

الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك 

تحت علامته في بيت المقدس ، ويلوح لي أن فيه تصحيفا ، وكان في الاصل ( وجعلها 

هارا ) فيكون إشارة إلى ماسيأتي في أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله أن في غزوة الا حزاب 

بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول ، فصب صلى الله عليه وآله عليها ماء فصارت هائرة 

متساقطة فقوله : ( قدرأينا ذلك ) إشارة إلى هذا 

وقال الجزري : فيه : ( إنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ) أي 

خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء ، وقيل : هوأن يجيش جوفه ويغلي 

بالبكاء انتهى ( 1 ) والمرجل كمذبر : القدر والا ثافي : الاحجار يوضع عليها القدر 

والرفرف : ثياب خضر يتخذ منها المحابس وتبسط ، وكسرالخباء ، وجوانب الدرع 

وما تدلى منها ، وما تدلى من أغصان الايكة ( 2 ) وفضول المحابس والفرش وكل ما 

* ( هامش ) * ( 1 ) النهاية : باب الهمزة مع الزاى 

( 2 ) في المصدر : وماتهدل من اغصان الايكة ( * ) 

[ 51 ] 

فضل فثنى والفراش ، ذكرها الفيروز آبادي . ( 1 ) 

قوله عليه السلام : ( فكان فيما أوحى إليه ) لعل المعنى أنه كانت تلك الآية فيما أوحى 

الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتى تبليغها امته وقبولهم لها ، فيكون ذكرها لبيان سبب 

ما أوحى إليه صلى الله عليه وآله في هذا الوقت ، ويحتمل أن يكون التبليغ إلى أميرالمؤمنين عليه السلام 

من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلى ساق العرش ، ويحتمل أن يكون التبليغ 

بعد النزول ويكون قوله : ( فلما رأى الله تعالى منهم القبول ) أي علم الله منهم أنهم 

سيقبلونها . والاول أظهر . والثبور : الهلاك والخسران . 

قوله عليه السلام : من الاحجة جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه ، وفي 

بعض النسخ : من الاجنحة ، أي الرؤساء ، أواسم قبيلة منهم . قوله عليه السلام : ( وشي ) أي بعد 

ما كان مشويا مطبوخا . ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة وفتح التاء : اسم موضع 

قتل فيها جعفر بن أبى طالب ، وسيأتي قصته وكيف أخبر النبي صلى الله عليه وآله عن شهادته و 

غيرها ، والفئام بالكسر مهموزا : الجماعة الكثيرة كما ذكره اللغويون ، وقد فسرفي 

بعض أخبارنا بمائة ألف . 

قوله عليه السلام : ( مع ماوطئ له من البلاد ) على بناء المجهول من باب التفعيل ، أي 

مهد وذلل ويسر له فتحها والاستيلاء عليها ، من قولهم : فراش وطئ أي لا يؤذي 

جنب النائم . 

قوله عليه السلام : ( جلت ) معترضة ثنائية ، أى جلت عظمته عن البيان ، والاظهرأنه 

كان في الاصل ( حيث قال ) ( 2 ) فصحف ، وكذا الاظهر أن قوله : ( نفس ) تصحيف نعت  

أو وصف . 

* ( هامش ) * ( 1 ) القاموس المحيط : فصل الراء من الفاء . 

( 2 ) قد عرفت صحيحه من المصدر . ( * ) 

[ 52 ] 

* ( باب 3 ) * 

* ( احتجاجاته صلوات الله عليه على النصارى ) * 

1 - ج : روي أنه وفد وفد من بلادالروم إلى المدينة على عهد أبي بكر وفيهم  

راهب من رهبان النصارى ، فأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه بختي موقر ذهبا و 

فضة ، وكان أبوبكر حاضرا وعنده جماعة من المهاجرين والانصار فدخل عليهم و 

حياهم ورحب بهم وتصفح وجوههم ( 1 ) ثم قال : أيكم خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - 

نبيكم وأمين دينكم ؟ فاومئ إلى أبي بكر فأقبل عليه بوجهه 

ثم قال : أيها الشيخ ما اسمك ؟ قال : اسمي عتيق قال : ثم ماذا ؟ قال : صديق قال : 

ثم ماذا ؟ قال : ما أعرف لنفسي اسماغيره ، قال : لست بصاحبي فقال له : وما حاجتك ؟ 

قال : أنا من بلاد الروم جئت منها ببختي موقرا ذهبا وفضة لاسأل أمين هذه الامة عن 

مسألة ، إن أجابني عنها أسلمت ، وبما أمرني أطعت ، وهذا المال بينكم فرقت ، وإن 

عجز عنها رجعت إلى الوراء بمامعي ولم أسلم 

فقال له أبوبكر : سل عما بدالك فقال الراهب : والله لا أفتح الكلام مالم 

تؤمني من سطوتك وسطوة أصحابك فقال أبوبكر : أنت آمن وليس عليك بأس قل 

ما شئت فقال الراهب : أخبرني عن شئ ليس لله ، ولا من عندالله ولا يعلمه الله 

فارتعش أبوبكر ولم يحر جوابا فلما كان بعد هنيئة قال لبعض أصحابه : ايتني بأبي 

حفص فجاء به فجلس عنده ثم قال : أيها الراهب اسأله ، فأقبل الراهب بوجهه إلى 

عمر وقال له مثل ماقال لابي بكر فلم يحر جوابا ثم اتي بعثمان فجرى بين الراهب 

وبين عثمان ماجرى بينه وبين أبي بكر وعمر فلم يحر جوابا فقال الراهب : أشياخ 

كرام ذووارتاج لاسلام ، ( 2 ) ثم نهض ليخرج فقال أبوبكر : ياعدوالله لولا العهد 

لخضبت الارض بدمك . 

* ( هامش ) * ( 1 ) حياهم : قال لم : حياكم الله أى أطال عمركم : رحب بهم : دعاهم إلى الرحب وقال 

لهم : مرحبا تصفح وجوههم أى تأمل وجوههم ليتعرف أمرهم 

( 2 ) في المصدر : ذووافجاج لاسلام . ( * ) 

[ 53 ] 

فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه وأتى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو جالس 

في صحن داره مع الحسن والحسين عليهما السلام وقص عليه القصة ، فقال علي عليه السلام فخرج 

ومعه الحسن والحسين عليهما السلام حتى أتى المسجد ، فلما رأى القوم عليا عليه السلام كبروا 

الله وحمدواالله وقاموا إليه بأجمعهم ، فدخل علي عليه السلام وجلس ، فقال أبوبكر : أيها 

الراهب سائله ( 1 ) فإنه صاحبك وبغيتك . 

فأقبل الراهب بوجهه إلى علي عليه السلام ثم قال : يا فتى مااسمك ؟ فقال : اسمي 

عند اليهود إليا ، وعند النصارى إيليا ، وعند والدي علي ، وعند امي حيدرة . فقال : 

ما محلك من نبيكم ؟ قال : أخي وصهري وابن عمي . ( 2 ) قال الراهب : أنت صاحبي 

ورب عيسى ، أخبرني عن شئ ليس لله ، ولا من عندالله ، ولايعلمه الله . 

قال علي عليه السلام : على الخبير سقطت ، أما قولك : ماليس لله فإن الله تعالى 

أحد ليس له صاحبة ولا ولد . وأما قولك : ولا من عندالله فليس من عندالله ظلم 

لاحد . وأما قولك : لايعلمه الله لايعلم له شريكا في الملك . 

فقام الراهب وقطع زناره وأخذ رأسه وقبل ما بين عينيه ، وقال : أشهد أن لا 

إله إلاالله ، وأشهدأن محمد رسول الله ، وأشهد أنك الخليفة وأمين هذه الامة ، ومعدن 

الدين والحكمة ، ومنبع عين الحجة لقد قرأت اسمك في التوراة إليا ، وفي الا نجيل 

إيليا وفي القرآن عليا وفي الكتب السالفة حيدرة ، ووجدتك بعد النبي صلى الله عليه وآله 

وصيا ، وللا مارة وليا ، وأنت أحق بهذا المجلس من غيرك ، فأخبرني ماشأنك وشأن 

القوم ؟ فأجابه بشئ ، فقام الراهب وسلم المال إليه بأجمعه ، فما برح علي عليه السلام من 

مكانه حتى فرقه في مساكين أهل المدينة ومحاويجهم ، وانصرف الراهب إلى قومه 

مسلما . ( 3 ) 

بيان : قوله : ( ذووارتاج ) قال الجوهري : ارتج على القارئ - على مالم يسم فاعله - 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أيها الراهب سله . 

( 2 ) في المصدر : وابن عمى لحا . قوله : لحا من لحت القرابة بيننا : لصقت ، يقال : ابن 

عمى لحا أى لاصق النسب ، ونصبه على الحال لان ماقبله معرفة . 

( 3 ) الاحتجاج : 108 ( * ) 

[ 54 ] 

إذا لم يقدر على القراءة كأنه اطبق عليه كما يرتج الباب ، من الرج ولاتقل : ارتج 

عليه بالتشديد ورتج الرجل في منطقه بالكسر : إذا استغلق عليه الكلام والرتاج 

الباب العظيم انتهى 

أقول : يحتمل أن يكون مراده أنهم صاحب باب علوم الا سلام وعندهم مفاتيحه 

على سبيل التهكم ، وأن يكون المعنى أنه يرتج عليهم الكلام في المسائل التي يسأل 

عنهم في الاسلام ، أويسدون باب الاسلام فلايد خله أحد لجهلهم ولعله أظهر 

2 ما : المفيد ، عن علي بن خالد ، عن العباس بن الوليد ، عن محمدبن عمر 

الكندي ، عن عبدالكريم بن إسحاق الرازي ، عن بندار ، عن سعيدبن خالد ، عن  

إسماعيل بن أبي إدريس ، ( 1 ) عن عبدالرحمن بن قيس البصري قال حدثنا ذازان ( 2 ) 

عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال : لما قبض النبي صلى الله عليه وآله وتقلد أبوبكر الامر 

قدم المدينة جماعة من النصارى يتقدمهم جاثليق لهم ، له سمت ومعرفة بالكلام و 

وجوهه ، وحفظ التوراة والانجيل وما فيهما فقصدوا أبابكر فقال له الجاثليق : إنا 

وجدنا في الانجيل رسولا يخرج بعد عيسى وقد بلغنا خروج محمدبن عبدالله يذكرأنه 

ذلك الرسول ففزعنا إلى ملكنا ( 3 ) فجمع وجوه قومنا ، وأنفذنا في التماس الحق فيما 

اتصل بنا ، وقد فاتنا نبيكم محمد ، وفيما قرأناه من كتبنا أن الانبياء لايخرجون من 

الدنيا إلا بعد إقامة أوصياء لهم يخلفونهم في اممهم يقتبس منهم الضياء فيما اشكل 

فأنت أيهاالامير وصيه لنسألك عما نحتاج إليه ؟ 

فقال عمر : هذا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله فجثا الجاثليق لركبتيه وقال له : خبرنا 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر عبدالكريم بن اسحاق الرازى قال : حدثنا محمدبن داود عن سعيدبن خالد 

عن إسماعيل بن أبى اويس 

( 2 ) هكذا في النسخ والصحيح : زاذان بتقديم الزاى على الذال ، والرجل مترجم في رجال 

الشيخ في باب أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام ، وكناه أباعمرة الفارسى ، وعده العلامة في 

الخلاصة من خواص أميرالمؤمنين من مضر إلا أنه ابدل عمرة بعمرو أوعمر على اختلاف النسخ ، 

وترجمه ابن حجر في التقريب : 161 فقال : زاذان أبوعمرالكندى البزاز ، ويكنى أبوعبدالله أيضا 

صدوق يرسل ، وفيه شيعية من ثمانية ، مات سنة اثنتين وثمانين 

( 3 ) في المصدر : ففرغنا إلى ملكنا اى فقصدناه ( * ) 

[ 55 ] 

أيها الخليفة عن فضلكم علينا في الدين فإنا جئنا نسأل عن ذلك فقال أبوبكر : نحن 

مؤمنون وأنتم كفار ، والمؤمن خير من الكافر ، والايمان خيرمن الكفر . فقال الجاثليق : 

هذه دعوى يحتاج إلى حجة ، فخبرني أنت مؤمن عندالله أم عند نفسك ؟ فقال أبوبكر 

أنا مؤمن عند نفسي ولا علم لي بما عندالله فقال الجاثليق : فهل أنا كافر عندك على مثل 

ما أنت مؤمن أم أنا كافر عندالله ؟ فقال : أنت عندي كافر ، ولاعلم لي بحالك عندالله . 

فقال الجاثليق : فما أراك إلا شاكافي نفسك وفي ، ولست على يقين من دينك 

فخبرني ألك عندالله منزلة في الجنة بما أنت عليه من الدين تعرفها ؟ فقال : لي منزلة من 

الجنة أعرفها بالوعد ، ولا أعلم هل أصل إليها أم لا . فقال له : فترجولي منزلة من 

الجنة ؟ قال : أجل أرجو . ذلك فقال الجاثليق : فما أراك إلا راجيالي وخائفا على 

نفسك ، فما فضلك في العلم ؟ 

ثم قال له : أخبرني هل احتويت على جميع علم النبي المبعوث إليك ؟ قال : لا ، 

ولكني أعلم منه ماقضى لي علمه . ( 2 ) قال : فكيف صرت خليفة للنبي وأنت لاتحيط 

علما بما يحتاج إليه أمته من علمه ؟ وكيف قد مك قومك على ذلك ؟ 

فقال له عمر : كف أيها النصراني عن هذا العتب وإلا أبحنادمك ! فقال الجاثليق 

ما هذا عدل على من جاء مستر شدا طالبا . 

قال سلمان رحمة الله عليه : فكأنما البسنا جلباب المذلة فنهضت حتى أتيت عليا 

عليه السلام فأخبرته الخبر فأقبل - بأبي وامي - حتى جلس والنصراني يقول : دلوني 

على من أسأله عما أحتاج . فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : سل يا نصراني ، فوالذني 

فلق الحبة وبرئ النسمة لاتسألني عمامضى ولاما يكون إلا أخبرتك به عن نبي الهدى 

محمد صلى الله عليه وآله .  

فقال النصراني : أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ ، خبرني أمؤمن أنت عند 

الله أم عند نفسك ؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أنا مؤمن عندالله كما أنا مؤمن في 

عقيدتي . 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فترجو أن تكون لى منزلة في الجنة . 

( 2 ) في نسخة : ولكنى أعلم منه ما أفضى إلى علمه . ( * ) 

[ 56 ] 

فقال الجاثليق : الله أكبر هذا كلام ثيق بدينه متحقق فيه بصحة يقينه ، فخبرني 

الآن عن منزلتك في الجنة ماهي ؟ فقال عليه السلام منزلتي مع النبي الامي في الفردوس 

الاعلى لاأرتاب بذلك ولاأشك في الوعد به من ربي 

قال النصراني : فبماذاعرفت الوعدلك بالمنزلة التي ذكرتها ؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام 

بالكتاب المنزل وصدق النبي المرسل قال فبما علمت صدق نبيك ؟ قال بالآيات 

الباهرات والمعجزات البينات 

قال الجاثليق : هذا طريق الحجة لمن أراد الاحتجاج ، خبرني عن الله تعالى 

أين هواليوم ؟ فقال عليه السلام يا نصراني إن الله تعالى يجل عن الاين ، ويتعالى عن المكان 

كان فيما لم يزل ولامكان وهو اليوم على ذلك ، لم يتغير من حال إلى حال 

فقال : أجل أحسنت أيها العالم وأؤجزت في الجواب ، فخبرني عن الله تعالى 

أمدرك بالحواس عندك فيسألك المسترشد في طلبه استعمال الحواس ( 1 ) أم كيف طريق 

المعرفة به إن لم يكن الامر كذلك ؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : تعالى الملك الجبارأن يوصف 

بمقدار ، أوتدركه الحواس ، أويقاس بالناس ، والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة 

للعقول الدالة ذوي الاعتبار بما هو منها مشهود ومعقول 

قال الجاثليق : صدقت هذاو الله هوالحق الذي قد ضل عنه التائهون في الجهالات ، 

فخبرني الآن عما قاله نبيكم في المسيح وأنه مخلوق من أين أثبت له الخلق ونفى 

عنه الالهية ، وأوجب فيه النقص ، وقد عرفت ما يعتقد فيه كثيرمن المتدينين ؟ فقال 

أميرالمؤمنين عليه السلام : أثبت له الخلق بالتقدير الذي لزمه والتصوير والتغير من حال 

إلى حال ، والزيادة التي لم ينفك منها والنقصان ، ولم أنف عنه النبوة ولاأخرجته 

من العصمة والكمال والتأييد ، وقدجاءنا عن الله تعالى بأنه مثل آدم خلقه من تراب 

ثم قال له : كن فيكون 

فقال له الجاثليق : هذا ما لايطعن فيه الآن عيرأن الحجاج مما يشترك فيه 

الحجة على الخلق والمحجوج منهم فبم نبت أيها العالم من الرعية الناقصة عندي ؟ ( 2 ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فيسألك المسترشد في طلبه استعمال الحواس وهو الاظهر 

( 2 ) في المصدر : من الرعية الناقصة عنك ( * ) 

[ 57 ] 

قال : بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون . 

قال الجاثليق : فهلم شيئا من ذكر ذلك أتحقق به دعواك . فقال أميرالمؤمنين 

عليه السلام : خرجت أيها النصراني من مستقرك مستفزا لمن قصدت بسؤالك له 

مضمرا خلاف ماأظهرت من الطلب والاسترشاد ، فأريت في منامك مقامي وحدثت 

فيه بكلامي وحذرت فيه من خلافي ، وامرت فيه باتباعي . 

قال : صدقت والله الذي بعث المسيح ، وما اطلع على ما أخبرتني به إلاالله 

تعالى ، وأنا أشهد أن لاإله إلاالله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنك وصي رسول الله 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 57 سطر 8 الى ص 65 سطر 8 

 

وأحق الناس بمقامه . وأسلم الذين كانوا معه كإ سلامه ، وقالوا : نرجع إلى صاحبنا 

فنخبره بما وجدنا عليه هذا الامر وندعوه إلى الحق . 

فقال له عمر : الحمد لله الذي هداك أيها الرجل إلى الحق ، وهدى من معك 

إليه غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها ، والامر بعده لمن 

خاطبت أولا برضى الامة واصطلاحها عليه وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة 

الخليفة . فقال : عرفت ما قلت أيها الرجل وأنا على يقين من أمري فيماأسررت و 

أعلنت . 

وانصرف الناس وتقدم عمرأن لايذكر ذلك المقام بعد ، وتوعد على من ذكره 

بالعقاب ، وقال : أم والله لولا أنني أخاف أن يقول الناس : قتل مسلما لقتلت هذا 

الشيخ ومن معه ، فإنني أظن أنهم شياطين أرادوا الا فساد على هذه الامة وإيقاع 

الفرقة بينها ! . 

فقال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : يا سلمان أترى كيف يظهرالله الحجة 

لاوليائه ومايزيد بذلك قومنا عناإلا نفورا ؟ ( 1 ) 

بيان قوله : ( مستفزا ) أي كان غرضك من خروجك إزعاج المسؤول ومباهتته 

ومغالبته وتشكيكه في دينه لاقبول الحق منه ، قال في القاموس : استفزه : استخفه ، و 

أخرجه من داره ، وأزعجه ، أفززته : أفزعته . ( 2 ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) أمالى الطوسى : 137 

( 2 ) القاموس المحيط : فصل الفاء من باب الزاى . ( * ) 

[ 58 ] 

3 - يل ، فض : بالا سنادير فعه إلى أنس بن مالك أنه قال : وفدالاسقف النجراني 

على عمربن الخطاب لاجل أدائه الجزية فدعاه عمر إلى الاسلام ، فقال له الا سقف : 

أنتم تقولون : إن لله جنة عرضها السماوات والارض فأين تكون النار ؟ قال : فسكت 

عمر ولم يرد جوابا 

قال : فقال له الجماعة الحاضرون : أجبه ياأميرالمومنين حتى لايطعن في الاسلام 

قال : فأطرق خجلا من الجماعة الحاضرين ساعة لايرد جوابا ، فإذا بباب المسجد 

رجل قد سده بمنكبيه فتأملوه وإذا به عيبة ( 1 ) علم النبوة علي بن أبي طالب عليه السلام 

قددخل ، قال فضج الناس عند رؤيته . 

قال : فقال عمربن الخطاب والجماعة على أقدامهم وقال : يا مولاي أين كنت 

عن هذا الاسقف الذي قدعلانامنه الكلام ؟ أخبره يامولاي بالعجل إنه يريد الاسلام 

فأنت البدر التمام ( 2 ) ومصباح الظلام ، وابن عم رسول الانام ( 3 ) 

فقال الامام عليه السلام : ما تقول يا اسقف ؟ قال : يافتى أنتم تقولون : إن الجنة 

عرضها السماوات والارض ، فأين تكون النار ؟ قال له الامام عليه السلام : إذاجاء الليل 

أين يكون النهار ؟ فقال له الاسقف : من أنت يافتى ؟ دعني حتى أسأل هذاالفظ الغليظ 

أنبئني ياعمر عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة ولم تطلع مرة اخرى قال : عمر 

اعفني عن هذا ، واسأل علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال : أخبره يا أباالحسن فقال علي 

عليه السلام : هي أرض البحر الذي فلقه الله تعالى لموسى حتى عبر هو وجنوده فوقعت 

الشمس عليها تلك الساعة ولم تطلع عليها قبل ولا بعد وانطبق البحر على فرعون 

وجنوده 

فقال الاسقف : صدقت يافتى قومه وسيد عشيرته أخبرني عن شئ هوفي أهل 

* ( هامش ) * ( 1 ) العيبة : ما تجعل فيه الثياب كالصندوق 

( 2 ) في الروضة : أخبره يامولانا بالعجل قبل ان يرتدوا عن الاسلام فانك بدر التمام 

( 3 ) في الروضة هنا زيادة وهى هذه : ومعدن الايمان وخير الانام فعند ذلك جلس عليه السلام 

وقال : ماتقول اه ( * ) 

[ 59 ] 

الدنيا ، تأخذ الناس منه مهما أخذوا فلاينقص بل يزداد . ( 1 ) قال عليه السلام هوالقرآن 

والعلوم . 

فقال : صدقت أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لامن الجن ولامن الانس 

فقال صلى الله عليه واله وسلم : ذلك الغراب الذي بعثه الله تعالى لماقتل قابيل أخاه هابيل ، فبقي 

متحيرا لايعلم مايصنع به فعند ذلك بعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري 

سوأة أخيه . 

قال : صدقت يافتى ، فقد بقي لي مسألة واحدة اريد أن يخبرني عنها هذا - و 

أومأ بيده إلى عمر - فقال له : يا عمر أخبرني أين هوالله ؟ قال : فغضب عند ذلك عمر 

وأمسك ولم يرد جوابا . 

قال فالتفت الامام علي عليه السلام وقال : لاتغضب ياأباحفص حتى لا يقول : إنك 

قد عجزت فقال : فأخبره أنت يا أباالحسن ، فعند ذلك قال الامام عليه السلام : كنت يوما 

عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذأقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه السلام ، فقال له : أين كنت ؟ 

قال : عند ربي فوق سبع سماوات . 

قال : ثم أقبل ملك آخر فقال : أين كنت ؟ قال : عندربي في تخوم الارض 

السابعة السفلى ، ثم أقبل ملك آخر ثالث فقال له : أين كنت ؟ قال : عندربي في مطلع 

الشمس ، ثم جاء ملك آخر فقال : أين كنت ؟ قال : كنت عند ربي في مغرب الشمس ، 

لان الله لايخلومنه مكان ، ولا هو في شئ ولا على شئ ولامن شئ وسع كرسيه 

السماوات والارض ليس كمثله شئ وهوالسميع البصير ، لايعزب ( 2 ) عنه مثقال ذرة في 

الارض ولافي السماء ولاأصغر من ذلك ولاأكبر ، يعلم ما في السماوات وما في الارض ، 

مايكون من نجوى ثلاثة إلا هورابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك 

ولاأكثر إلا هو معهم أينما كانوا 

قال : فلما سمع الاسقف قوله قال له : مد يدك فاني أشهد أن لاإله إلاالله 

* ( هامش ) * ( 1 ) في الروضة : فلاينقص شيئأ ولا يزيد شيئا 

( 2 ) أى لايضيب ولايخفى عنه ( * ) 

[ 60 ] 

وأن محمدا رسول ، وأنك خليفة الله في أرضه ووصي رسوله ، وأن هذا الجالس 

الغليظ الكفل ( 1 ) المحبنطئ ليس هولهذا بأهل ، وإنما أنت أهله ، فتبسم الامام 

عليه السلام ( 2 ) 

بيان : المحبنطئ غيظا 

4 من كتاب إرشاد القلوب للديلمي بحذف الاسناد قال : لما جلس عمر في 

الخلافة جرى بين رجل من أصحابه يقال له الحارث بن سنان الازدي وبين رجل من 

الانصار كلام ومنازعة فلم ينتصف له عمر فلحق الحارث بن سنان بقيصر وارتد عن 

الاسلام ونسي القرآن كله إلا قول الله عزوجل : ( ومن يبتغ غيرالاسلام دينا فلن يقبل 

منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) فسمع قيصر هذا الكلام قال : سأكتب إلى ملك 

العرب بمسائل ، فإن أخبرني بتفسيرهاأطلقت من عندي من الاسارى ، وإن لم 

يخبرني بتفسير مسائلي عمدت إلى الا سارى فعرضت عليهم النصرانية فمن قبل منهم 

استعبدته ، ومن لم يقبل قتلته وكتب إلى عمربن الخطاب بمسائل : أحدها سؤاله 

تفسير الفاتحة ، وعن الماء الذي ليس من الارض ولا من السماء ، وعما يتنفس ولاروح 

فيه ، وعن عصا موسى عليه السلام مم كانت ؟ وما اسمها ؟ وما طولها ؟ وعن جارية بكر 

لاخوين في الدنيا وفي الآرة لواحد فلما وردت هذه المسائل على عمر لم يعرف 

تفسيرها ففزع في ذلك إلى علي عليه السلام 

فكتب إلى قيصر : من علي بن أبي طالب صهر محمد صلى الله عليه وآله ، ووارث علمه ، و 

أقرب الخلق إليه ، ووزيره ، ومن حقت اله الولاية ، وامر الخلق من أعدائه بالبرإة ، 

قرة عين رسول الله صلى الله عليه وآله ، وزوج ابنته ، وأبوولده إلى قيصر ملك الروم : 

أما بعد فإني أحمد الله الذي لاإله هو ، عالم الخفيات ، ومنزل البركات ، 

من يهدي الله فلامضل له ، ومن يضلل الله فلاهادي له ، ورد كتابك واقرأنيه عمربن 

الخطاب ، فأما سؤالك عن اسم الله تعالى فإنه اسم فيه شفاء من كل داء ، وعون على 

* ( هامش ) * ( 1 ) الكفل : من يلقى نفسه وثقله على الناس 

( 2 ) الفضائل : 202 ، والفظ منه الروضة : 145 وفيه اختلافات يسيرة لفظية ( * ) 

[ 61 ] 

كل دواء ، وأما الرحمن فهوعون لكل من آمن به ، وهواسم لم يسم به غير الرحمن ( 1 ) 

تبارك وتعالى وأما الرحيم فرحم من عصى وتاب وآهن وعمل صالحا 

وأما قوله : ( الحمدلله رب العالمين ) فذلك ثناء منا على ربنا تبارك وتعالى  

بما أنعم علينا وأما قوله : ( مالك يوم الدين ) فإنه يملك نواصي الخلق يوم القيامة ، 

وكل من كان في الدنيا شاكا أوجبارا أدخله النار ، ولا يمتنع من عذاب الله شاك 

ولاجبار ، وكل من كان في الدنيا طائعا مديما محافظا إياه أدخله الجنة برحمته ( 2 ) 

وأماقوله : ( إياك نعبد ) فإنا نعبد الله ولا نشرك به شيئا وأما قوله : ( وإياك 

نستعين ) فإنا نستعين بالله عزوجل على الشيطان الرجيم لا يضلنا كما أضلكم 

وأما قوله : ( اهدناالصراط المستقيم ) فذلك الطريق الواضح ، من عمل في الدنيا 

عملا صالحا فإنه يسلك على الصراط إلى الجنة 

وأما قوله ( صراط الذين انعمت عليهم ) فتلك النعمة التي أنعمهاالله عزوجل 

على من كان قبلنا من النبيين والصديقين ، فنسأل الله ربنا أن ينعم علينا كما أنعم عليهم 

وأما قوله : ( غير المغضوب عليهم ) فاولئك اليهود بد لوانعمة الله كفرا فغضب عليهم 

فجعل منهم القردة والخنازير ، فنسأل الله تعالى أن لايغضب علينا كماغضب عليهم 

وأما قوله : ( ولاالضالين ) فأنت وأمثالك ياعابد الصليب الخبيث ضللتم من 

بعد عيسى بن مريم عليه السلام فنسأل الله ربنا أن لايضلنا كما ضللتم 

وأما سؤالك عن الماء الذي ليس من الارض ولا من السماء فذلك الذي بعثته 

بلقيس إلى سليمان بن داود عليه السلام وهو عرق الخيل إذاجرت في الحرب 

وأما سؤالك عما يتنفس ولاروح له فذلك الصبح إذا تنفس 

وأما سؤالك عن عصى موسى عليه السلام مما كانت ؟ وما طولها ؟ وما اسمها ؟ وما 

هي ؟ فإنها كانت يقال لها : البرنية الرايدة ( 3 ) وكان إذا كان فيها الروح زادت ، 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وأما سؤالك عن الرحمن فهو عون لكل من آمن به وهو اسم لم يتسم به 

غير الرحمن 

( 2 ) في المصدر : طائعا مدنيا محا خطاياه وأدخله برحمته 

( 3 ) في المصدر : يقال لها البرنية وتفسير البرنية : الزائدة ( * ) 

[ 62 ] 

وإذا خرجت منها الروح نقصت ، وكان من عوسج ، وكانت عشرة أذرع ، وكانت من 

الجنة أنزلها جبرائيل عليه السلام ( 1 ) 

وأما سؤالك عن جارية تكون في الدنيا لاخوين وفي الآخرة لواحد ، فتلك 

النخلة في الدنياهي لمؤمن مثلى ولكافر مثلك ، ونحن من ولد آدم عليه السلام وفي الآخرة 

للمسلم دون الكافر المشرك ، وهي في الجنة ليست في النار ، وذلك قوله عزوجل : 

( فيها فاكهة ونخل ورمان ) ثم طوى الكتاب وأنفذه ، فلما قرأه قيصر عمد إلى 

الاسارى فأطلقهم وأسلم ودعا أهل مملكته إلى الاسلام والايمان بمحمد صلى الله عليه وآله ، 

فاجتمعت عليه النصارى وهموا بقتله فجاء بهم ( 2 ) فقال : ياقوم إني أردت أن اجر بكم ، 

وإنما أظهرت منه ما أظهرت للنظر كيف تكونون ، ( 3 ) فقد حمدت الآن أمر كم عندالاختبار 

فاسكنوا ( 4 ) وأطمأنوا ، فقالوا كذلك الظن بك ، وكتم قيصر أسلامه حتى مات وهو 

يقول لخواص أسحابه ومن يثق به : إن عيسى ، عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى 

مريم وروح منه ، محمد صلى الله عليه وآله نبي بعد عيسى بشر أصحابه بمحمد صلى الله عليه وآله 

ويقول : من أدركه منكم فليقرأه مني السلام ، فإنه أخي وعبدالله ورسوله ، ومات 

قيصر على القول مسلما ، فلمامات وتولى بعده هر قل أخبروه بذلك قال : اكتموا 

هذاو أنكروه ولا تقروا ( 5 ) فإنه إن ظهر طمع ملك العرب ، وفي ذلك فسادنا و 

هلاكنا فمن كان من خواص قيصر وخدمه وأهله على هذا الرأي كتموه ، وهر قل 

أظهر النصر انية وقوي أمره والحمدلله وحده وصلى الله على محمد وآله ( 6 ) 

5 - ومن الكتاب المذكور بحذف الاسناد قال : سهل بن حنيف الانصاري 

أقبلنا مع خالدين الوليد فانتهينا إلى دير فيه ديراني فيما بين الشام والعراق ، فأشرف 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أنزلها جبرئيل على شعيب 

( 2 ) في المصدر : فأجابهم ( 3 ) في المصدر : وإنما أظهرت ما اظهرت لانظر كيف تكونون 

( 4 ) في المصدر : فسكتوا 

( 5 ) في المصدر : ولاتقروا به فانه إن يظهر طمع ملك العرب 

( 6 ) ارشاد القلوب 2 : 175 ( * ) 

[ 63 ] 

علينا وقال : من أنتم ؟ قلنا : نحن المسلمون امة محمد صلى الله عليه وآله ، فنزل إلينا فقال : أين 

صاحبكم ؟ فأتينا به إلى خالدبن الوليد فسلم على خالد فرد عليه السلام ، قال : وإذا هو 

شيخ كبير 

فقال له خالد : كم أتى عليك ؟ قال : مائتا سنة وثلاثون سنة قال : منذكم 

سكنت ديرك هذا ؟ قال : سكته منذ نحومن ستين سنة قال : هل لقيت أحدا لقي عيسى ؟ 

قال : نعم لقيت رجلين قال : وما قالالك ؟ قال : قال لي أحدهما : إن عيسى عبدالله 

ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم أمته ، وإن عيسى مخلوق غير خالق فقبلت 

منه وصدقته ، وقال لي الآخر : إن عيسى هو ربه فكذبته ولعنته فقال خالد : إن 

هذا لعجب كيف يختلفان وقد لقيا عيسى ؟ قال الديراني : اتبع هذا هواه وزين له 

الشيطان سوء عمله ، واتبع ذلك الحق وهداه الله عزوجل 

قال : هل قرأت الانجيل ؟ قال : نعم قال : فالتوراة ؟ قال : نعم قال : فآمنت 

بموسى ؟ قال نعم قال فهل لك في الاسلام أن تشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وتؤمن 

به ؟ قال : آمنت قبل أن تؤمن به ، وإن كنت لم أسمعه ولم أره قال : فأنت الساعة 

تؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وبما جاء به ؟ قال : وكيف لااومن به وقد قرأته في التوراة و 

الانجيل وبشرني به موسى وعيسى قال فما مقامك في هذا الدير ؟ قال فأين أذهب 

وأنا شيخ كبير ولم يكن لي عمر أنهض به ( 1 ) وبلغني مجيئكم فكنت أنتظر أن ألقيكم 

والقي ليكم إسلامي ( 2 ) واخبر كم أني على ملتكم ، فمافعل نبيكم ؟ قالوا : توفي 

صلى الله عليه وآله قال : فأنت وصيه ؟ قال : لاولكن من عشيرته وممن صحبه . 

قال : فمن بعثك إلى ههنا ؟ وصيه ؟ قال : لا ولكن خليفته ، وقال غيروصيه ؟ قال : 

نعم قال : فوصيه حي ؟ قال : نعم قال : فكيف ذلك ؟ قال اجتمع الناس على هذاالرجل 

وهو رجل من غير عشيرته ومن صالحي الصحابة قال : وما أراك إلا أعجب من الرجلين 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ولم يكن لى من انهض به 

( 2 ) في المصدر : وألقى إليكم سلامى ( * ) 

[ 64 ] 

اللذين اختلفا في عيسى ولقد لقياه وسمعابه ، وهوذا أنتم قد خالفتم نبيكم وفعلتم مثل 

مافعل ذلك الرجل 

قال : فالتفت خالد إلى من يليه وقال : هو والله ذاك اتبعنا هوانا والله ، وجعلنا 

رجلا مكان رجل ، ولولا ماكان بيني وبين علي من الخشونة على عهد النبي صلى الله عليه وآله 

مامالات عليه أحدا ( 1 ) 

فقال له الاشتر النخعي مالك بن الحارث : ولم كان ذلك بينك وبين علي ؟ وما 

كان ؟ قال خالد : نافسته في الشجاعة ونافسني فيها ، وكان له من السوابق والقرابة مالم يكن 

لي ، فداخلني حمية قريش فكان ذلك ولقد عاتبتني في ذلك ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله 

وهي الي ناصحة فلم أقبل منها 

ثم عطف على الديراني فقال : هلم حديثك وما تخبر به قال : اخبرك أني 

كنت من أهل دين كان جديدا فخلق حتى لم يبق منهم من أهل الحق إلا الرجلان 

أوالثلائة ، ويخلق دينكم حتى لايبقى منه إلا الرجلان أوالثلاثة ، واعلموا أنه بموت 

نبيكم قدتر كتم من الاسلام درجة ، وستتر كون بموت وسي نبيكم من الاسلام 

درجة اخرى ( 2 ) حتى إذا لم يبق أحد رأى نبيكم ، ( 3 ) وسيخلق دينكم حتى تفسد 

صلاتكم وحجكم وغزوكم وصومكم ، وترتفع الامانة والزكاة منكم ، ولن تزال فيكم 

بقية ما بقي كتاب ربكم عزوجل فيكم ، ومابقي فيكم أحد من أهل بيت نبيكم ، 

فإذا ارتفع هذان منكم لم يبق من دينكم إلا الشهادتان : شهادة التوحيد وشهادة أن 

محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فعند ذلك تقوم قيامتكم وقيامتة غير كم ، ويأتيكم ماتو عدون ، ولم 

تقم الساعة إلا عليكم ( 4 ) لانكم آخر الامم بكم تختم الدنيا وعليكم تقوم الساعة 

فقال له خالد : قد أخبرنا بذلك نبينا فأخبرنا بأعجب شئ رأيته منذ سكنت 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ماواليت عليه أحدا 

( 2 ) في نسخة وستتركون بموت وصيكم ووصى نبيكم من الاسلام درجة اخرى 

( 3 ) في المصدر : وفى نسخة أضاف : أوصحبه 

( 4 ) في المصدر : ولمن تقوم الساعة إلاعليكم ( * ) 

[ 65 ] 

ديرك هذا وقبل أن تسكنه قال لقد رأيت مالااحصي ( 1 ) من العجائب وأقبلت ما 

لااحصي من الخلق ( 2 ) 

قال : فحد ثنا بعض ما تذكره قال : نعم كنت أخرج بين الليالي إلى غدير كان في 

سفح الجبل أتوضؤ منه وأتزود من الماء ما أصعد به معي إلى ديري ، وكنت أستريح 

إلى النزول فيه بين العشائين فأنا عنده ذات ليلة فإذا أنا برجل قد اقبل فسلم فرددت 

عليه السلام فقال : هل مربك قوم معهم غنم وراعي أوحسستهم ؟ ( 3 ) قلت : لا قال : إن 

قوما من العرب مروا بغنم فيها مملوك لي يرعاها فاستاقوا ( 4 ) وذهبوا بالعبد قلت : 

ومن أنت ؟ قال : أنا رجل من بني إسرائيل ( 5 ) قال فما دينك ؟ قلت : أنت فما دينك ؟ 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 65 سطر 9 الى ص 73 سطر 9 

 

قال : ديني اليهودية قلت : وأنا ديني النصرانية فأعرضت عنه بوجهي 

قال لي : مالك فإنكم أنتم ركبتم الخطاء ودخلتم فيه وتركتم الصواب ، ولم 

يزل يحاورني فقلت له هل لك أن نرفع أيدينا ونبتهل فأينا كان على الباطل دعونا 

الله أن ينزل عليه نارا تحرقه من السماء ؟ فرفعنا أيدينا فما استتم الكلام حتى نظرت 

إليه يلتهت نارا وما تحته من الارض ، فلم ألبث أن أقبل رجل فسلم فرددت عليه السلام 

فقال : هل رأيت رجلا من صفته كيت وكيت ؟ قلت نعم وحدثته قال : كذبت ، و 

لكنك قتلت أخي يا عدوالله وكان مسلما فجعل يسبني فجعلت أرده عن نفسي 

بالحجارة ، وأقبل يشتمني ويشتم المسيح ومن هو على دين المسيح فبينا هو كذلك 

إذا نظرت إليه يحترق ، وقد أخذته النار التي أخذت أخاه ، ثم هوت به النار في الارض ، 

فبينما أنا كذلك قائما أتعجب إذ أقبل رجل ثالث فسلم فرددت عليه السلام 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : مالا يحصى ( 2 ) في نسخة : ولقيت مالايحصى ( احصى خ ل ) من الخلق ، وفى المصدر : وأفنيت مالا احصى 

من الخلق ، ولعله مصحف 

( 3 ) في المصدر : هل مربك قوم معهم غنم وراع أحسستهم ؟ 

( 4 ) استاق الماشية : حثها على السير من خلف عكس قادها وفى النسخة المقروءة على 

المصنف : فاستاقوها وفى اخرى : فاشتاقوا 

( 5 ) اضاف في المصدر : فمن أنت قلت : أنا رجل من بنى اسرائيل ( * ) 

[ 66 ] 

فقال : هل رأيت رجلين من حالهما وصفتهما كيت وكيت ؟ قلت : نعم وكرهت أن 

اخبره كما أخبرت أخاه فيقاتلني فقلت : هلم اريك أخويك ، فانتهيت به إلى موضعهما 

فنظر إلى الارض يخرج منها الدخان فقال : ماهذه ؟ فأخبرته فقال : والله لئن أجابني أخواي 

بتصديقك لاتبعتك في دينك ، ولئن كان غير ذلك لاقتلنك أو تقتلني فصاح به : يادانيال 

أحق مايقول هذا الرجل ؟ قال : نعم ياهارون فصدقه فقال : أشهد أن عيسى بن مريم 

روح الله وكلمته وعبده ورسوله 

قلت : الحمدلله الذي هداك قال فإني اواخيك في الله ، ( 1 ) وإن لي أهلا 

وولدا وغنيمة ، ولولاهم لسحت معك في الارض ولكن مفارقتي عليهم شديدة ، ( 2 ) 

وأرجو أن أكون في القيامة بهم مأجورا ، ولعلي أنطلق فآتي بهم فأكون بالقرب معك ، 

فانطلق فغاب عني ليلا ( ليالي خ ل ) ثم أتاني فهتف بي ليلة من الليالي ، فإذا هو قد جاء و 

معه أهله وغنمه فضرب له خيمة ههنا بالقرب مني فلم أزل أنزل إليه في آناء الليل و 

أتعاهده والاقيه وكان أخ صدق في الله ، ( 3 ) فقال لي ذات ليلة : ياهذا إني قرأت في التوراة ، ( 4 ) 

فإذا هو صفة محمد النبي الامي فقلت : وأنا قرأت صفته في التوراة والانجيل فآمنت 

به ، وعلمته به من الانجيل ، وأخبرته بصفته في الانحيل ، فآمنا أنا وهو وأحببناه و 

تمنينا لقاءه 

قال : فمكث كذلك زمانا وكان من أفضل مارأيت ، وكنت أستأنس إليه ، وكان 

من فضله أنه يخرج بغنمه يرعاها فينزل بالمكان المجدب فيصير ماحوله أخضر من البقل ، 

وكان إذا جاء المطر جمع غنمه فيصير حوله وحوله غنمه وخيمته مثل الاكليل من أثر 

المطر ولايصيب خيمته ولاغنمه منه ، فاذاكان الصيف كان على رأسه أينما توجه سحابة 

وكان بين الفضل ، كثير الصوم والصلاة 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فانى اجبتك في الله 

( 2 ) في المصدر : ولكن محنتى بقيامى عليهم شديدة 

( 3 ) في المصدر : فلم ازل انزل اليه في اناء الليل والاقيه واقعد عنده وكان لى أخا صدق 

في الله 

( 4 ) في المصدر : إنى قرأت في التوراة شيئا ( * ) 

[ 67 ] 

قال : فحضرته الوفاة فدعيت إليه فقلت له : ماكان سبب مرضك ولم أعلم به ؟ 

قال : إني ذكرت خطيئة كنت قارفتها في حداثتي فغشي علي ثم أفقت ثم ذكرت خطيئة 

اخرى فغشي علي وأورثني ذلك مرضا فلست أدري ما حالى ، ثم قال لي : فإن لقيت محمدا 

صلى الله عليه وآله نبي الرحمة فاقرأه مني السلام ، وإن لم تلقه ولقيت وصيه فاقرأه  

مني السلام وهي حاجتي إليك ووصيتي . قال الديراني : وإني مودعكم إلى وصي محمد صلى الله عليه وآله 

مني ومن صاحبي السلام 

قال سهل بن حنيف : فلما رجعنا إلى المدينة لقيت عليا عليه السلام فأخبرته خبر 

الديراني وخبر خالد وما أودعنا إليه الديراني من السلام منه ومن صاحبه قال : 

فسمعته يقول : وعليهما وعلى من مثلهما السلام ، وعليك يا سهل بن حنيف السلام ، 

ومارأيته اكترث بما أخبرته من خالد بن الوليد وما قال ، وما رد علي فيه شيئا غير 

أنه قال : ياسهل بن حنيف : إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله فلم يبق في الارض 

شئ إلا علم أنه رسول الله إلا شقي الثقلين وعصاتهما 

قال سهل : وما في الارض من شئ فاخره إلاشقي الثقلين وعصاتهما ، قال سهل : 

فعبرنا زمانا ( 1 ) ونسيت ذلك ، فلما كان من أمر علي عليه السلام ماكان توجهنا معه فلما 

رجعنا من صفين نزلنا أرضا قفرا ليس بها ماء فشكونا ذلك إلى علي عليه السلام فانطلق 

يمشي على قدميه حتى انتهينا إلى موضع كان يعرفه ( 2 ) فقال : احفروا ههنا فحفرنا 

فاذا بصخرة صماء عظيمة قال : اقلعوها ، قال : فجهدنا أن نقلعها فما استطعنا 

قال : فتبسم أميرالمؤمنين صلوات الله عليه من عجزنا عنها ، ثم أهوى إليها بيديه 

جميعا ، كأنما كانت في يده كرة ، فإذا تحتها عين بيضاء كأنها من شدة بياضها اللجين 

المجلو فقال دونكم فاشربوا واسقوا وتزودوا ثم آذنوني بها . قال ففعلنا ثم أتيناه 

فأقبل يمشي إليها بغير رداء ولاحذاء ، فتناول الصخرة بيده ، ثم دحى بها في فم العين 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وما في الارض من شئ ذى حسرة الاأشقى الثقلين وعصاتهما ، قال سهل : 

فعمرنا زمانا اه 

( 2 ) في المصدر : كانه يعرفه ( * ) 

[ 68 ] 

فألقمها إياها ، ثم حثا بيده التراب عليها ، ( 1 ) وكان ذلك بعين الديراني ، وكانت 

بالقرب منها ومنا ، يرانا ويسمع كلامنا قال : فنزل فقال أين صاحبكم ؟ فانطلقنا 

به إلى على عليه السلام فقال أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ، و 

أنك وصي محمد صلى الله عليه وآله ، ولقد كنت أرسلت بالسلام عني وعن صاحب لي مات كان 

أوصاني بذلك مع جيش لكم ( 2 ) منذكذاو كذا من السنين 

قال سهل : فقلت يا أميرالمؤمنين : هذاالديراني الذي كنت أبلغتك عنه ( 3 ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) وأورد شيخنا الاكبر المفيد في الارشاد : 178 وروده عليه السلام بصفين وماجرى من 

قلع الصخرة وإسلام الراهب وشهادته ، وقال : ذلك مارواه اهل السيرواشتهر الخبر به في العامة 

والخاصة حتى نظمه الشعراء وخطب به البلغاء ورواه الفهماء والعلماء ، وشهرته تغنى عن تكلف 

ايراد الاسنادله ، ثم قال : وفى ذلك يقول اسماعيل بن الحميرى رحمه الله في قصيدته البائية المذهبة : 

ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء بكربلا في موكب 

حتى أتى متبتلا في قائم * ألقى قواعده بقاع مجدب 

يأتيه ليس بحيث يلقى عامرا * غيرالو حوش وغيرأصلح أشيب 

فدنا فصاح به فأشرف ماثلا * كالنسر فوق شظية من مرقب 

هل قرب قائمك الذى بواته * ماء يصاب ؟ فقال مامن مشرب 

إلا بغاية فرسخين ومن لنا * بالماء بين نقى وقى سبسب 

فثنى الاعنة نحو وعث فجتلى * ملساء تلمع كاللجين المذهب 

قال اقلبوها انكم ان تقلبوا * ترووا ولا تروون إن لم تقلب 

فاعصو صبوا في قلعها فتمنعت * منهم تمنع صعبة لم تركب 

حتى إذا اعيتهم أهوى لها * كفا متى ترد المغالب تغلب 

فكانها كرة بكف جزور * عبل الذراع دحى بها في ملعب 

فسقاهم من تحتها متسلسلا * عذبا يزيد على الالذ الاعذب 

حتى إذا شربوا جميعا ردها * ومضى فخلت مكانها لم يقرب 

وزاد فيها ابن ميمون قوله : 

وأبان راهبها سريرة معجز * فيها وآمن بالوصى المنجب 

ومضى شهيدا صادقا في نصره * أكرم به من راهب مترهب 

اعنى ابن فاطمة الوصى ومن يقل * في فضله وفعاله لا يكذب 

رجلا كلا طرفيه من سام وما * حام له باب ولا باب أب 

من لايفر ولا يرى في معرك * الا وصارمه الخضيب المضرب 

( 2 ) في المصدر : كان لكم 

( 3 ) في المصدر : بلغتك عنه ( * ) 

[ 69 ] 

وعن صاحيه السلام قال وذكر الحديث يوم مر رنا مع خالد فقال له علي عليه السلام : 

وكيف علمت أني وصي رسول الله ؟ قال : أخبرني أبي وكان قدا تي عليه من العمر 

مثل ما اتي علي ، عن أبيه ، عن جده عمن قاتل مع يوشع بن نون وصي موسى ، 

حين توجه فقاتل الجبارين بعد موسى بأربعين سنة أنه مر بهذا المكان وأصحابه 

عطشوا ، ( 1 ) فشكوا إليه العطش ، فقال : أما إن بقربكم عينا نزلت من الجنة استخرجها 

آدم فقال إليها يوشع بن نون فنزع عنها الصخرة ، ثم شرب وشرب أصحابه وسقوا ( 2 ) 

ثم قلب الصخرة وقال لاصحابه : لايقلبها إلا نبي أووصي نبي ، قال : فتخلف نفرمن 

أصحاب يوشع بعد ما مضى فجهدوا الجهد على أن يجدوا موضعها فلم يجدوه وأنما 

بني هذا الدير على هذه العين وعلى بركتها وطليتها فعلمت حين استخرجتها أنك 

وصي رسول الله أحمد الذي كنت أطلب ، وقد أحببت الجهاد معك 

قال : فحمله على فرس وأعطاه سلاحا وخرج مع الناس ، وكان ممن استشهد 

يوم النهر ( 3 ) قال : وفرح أصحاب علي بحديث الديراني فرحا شديدا قال : وتخلف 

قوم بعد مارحل العسكر وطلبوا العين فلم يدروا أين موضعها ، فلحقوا بالناس 

وقال صعصعة بن صوحان : وأنا رأيت الديراني يوم نزل إلينا حين قلب علي 

الصخرة عن العين وشرب منها الناس ، وسمعت حديثه لعلي عليه السلام ، وحدثني ذلك 

اليوم سهل بن حنيف بهذا الحديث حين مر وامع خالد ( 4 ) 

بيان : المنافسة : المغالبة في الشئ النفيس 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : وأن اصحابه عطشوا اه وفى المصدر : وانه واصحابه به عطشوا اه 

( 2 ) في المصدر : واستقوا 

( 3 ) في المصدر : فكان ممن استشهد يوم النهروان 

( 4 ) ارشاد القوب 2 : 176 - 182 ( * ) 

[ 70 ] 

* ( باب 4 ) * 

* ( احتجاجه صلوات الله عليه على الطبيب اليونانى وماظهر منه عليه السلام ) * 

* ( من المعجزات الباهرات ) * 

1 م ، ج بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام ، عن زين العابدين عليه السلام 

أنه قال : كان أميرالمؤمنين عليه السلام قاعدا ذات يوم فأقبل إليه رجل من اليونانيين 

المدعين ( 1 ) للفلسفة والطب ، فقال له : يا أباالحسن بلغني خبر صاحبك وأن به جنونا 

وجئت لاعالجه فلحقته وقد مضى لسبيله وفاتني ما أردت من ذلك ، وقد قيل لي : إنك 

ابن عمه وصهره ، وأرى بك صفارا قد علاك ، وساقين دقيقين ما أراهما يقلانك ، ( 2 ) 

فأما الصفار فعندي دواؤه وأما الساقان الدقيقان فلاحيلة لي لتغليظهما ، والوجه أن 

ترفق بنفسك في المشي تقلله ولا تكثره وفيما تحمله على ظهرك وتحتضنه ( 3 ) بصدرك 

أن تقللهما ولا تكثرهما ، فإن ساقيك دقيقان لا يؤمن عندحمل ثقيل انقصافهما ، ( 4 ) 

وأماالصفار فدواؤه عندي وهو هذا ، وأخرج دواء وقال هذا لا يؤذيك ولا يخيبك ، 

ولكنه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا ثم يزيل صفارك 

فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام قد ذكرت نفع هذا الدواء لصفاري ، فهل عرفت 

شيئا يزيد فيه ويضره ؟ فقال الرجل : بلى حبة من هذا ، وأشار إلى دواء معه وقال : 

إن تناوله الانسان وبه صفار أماته من ساعته وإن كان لاصفار به صار به صفار حتى 

يموت في يومه 

فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : فأرني هذا الضار ، فأعطاه إياه فقال له : كم قدر 

هذا ؟ قال له : قدر مثقالين سم ناقع قدر حبة منه يقتل رجلا فتناوله علي عليه السلام 

فقمحه وعرق عرقا خفيفا ، وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه : الآن اؤخذ بابن 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : المذعنين ( 2 ) قل الشئ : حمله 

( 3 ) أى تضمه إلى صدرك ( 4 ) أى انكسارهما ( * ) 

[ 71 ] 

أبي طالب ويقال : قتله ولايقبل مني قولي : إنه هو ( لهوخ ) الجاني على نفسه 

فتبسم علي عليه السلام وقال : يا عبدالله أصح ماكنت بدناالآن لم يضر ني مازعمت 

أنه سم فغمض عينيك ، فغمض ثم قال : افتح عينيك ففتح ونظر إلى وجه علي عليه السلام 

فإذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة فارتعد الرجل لمارآه ، وتبسم علي عليه السلام وقال : 

أين الصفار الذي زعمت أنه بي ؟ فقال : والله لكأنك لست من رأيت من قبل ، كنت 

مصفرا فأنت الآن مورد 

قال علي عليه السلام : فزال عني الصفار بسمك الذي تزعم أنه قاتلي ، وأما ساقاي 

هاتان - ومدرجليه وكشف عن ساقيه - فإنك زعمت أني أحتاج إلى أن أرفق ببدني 

في حمل ما أحمل عليه لئلاينقصف الساقان ، وأنا اريك ( أدلك خ ل ) أن طب الله عزوجل 

خلاف طبك ، وضرب بيديه إلى اسطوانة خشب عظيمة ( 1 ) على رأسها سطح مجلسه 

الذي هو فيه ، وفوقه حجرتان : إحداهما فوق الاخرى ، وحركها واحتملها فارتفع 

السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان ، فغشي على اليوناني فقال أميرالمؤمنين عليه السلام 

صبوا عليه ماء ، فصبوا عليه ماء فأفاق وهو يقول : والله مارأيت كاليوم عجبا 

فقال له علي عليه السلام : هذه قوة الساقين الدقيقتين واحتمالها في طبك هذا يايوناني 

فقال اليوناني : أمثلك كان محمد ؟ فقال علي عليه السلام : وهل علمي ألامن علمه ؟ وعقلي إلامن عقله ؟ 

وقوتي إلا من قوته ؟ لقدأتاه ثقفي كان أطب العرب فقال له : إن كان بك جنون داويتك 

فقال له محمد صلى الله عليه واله وسلم : أتحب أن اريك آية تعلم بها غناي عن طبك ، وحاجتك إلى طبي 

قال : نعم قال : اي آية تريد ؟ قال : تدعو ذلك العذق ( 2 ) وأشار إلى نخلة سحوق 

فدعاها فانقلع أصلها ( 3 ) من الارض وهي تخد الارض ( 4 ) حتى وقف بين يديه 

فقال له : أكفاك ؟ قال : لا قال فتريد ماذا ؟ قال : تأمرها أن ترجع إلى حيث جاءت 

منه وتستقر في مقرها الذي انقلعت منه ، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : غليظة 

( 2 ) العذق من النخل هو كالعنقود من العنب 

( 3 ) في نسخة : اصولها 

( 4 ) في النسخة المقروءة على المصنف : وجعل تخدفى الارض وخد الارض شقها ( * ) 

[ 72 ] 

فقال اليوناني لا ميرالمؤمنين عليه السلام هذا الذي تذكره عن محمد صلى الله عليه وآله غائب عني ، 

وأنا أقتصر منك على أقل من ذلك : أنا أتباعد عنك فادعني وأنا لا أختار الا جابة ، 

فإن جئت بي إليك فهي آية 

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام هذا أنما يكون آية لك وحدك لانك تعلم من 

نفسك أنك لم ترده وإني أزلت اختيارك من غير أن باشرت مني شيئا ، أو ممن 

أمرته بأن يباشرك ، أو ممن قصد إلى إجبارك وإن لم آمره إلا مايكون من قدرة الله 

تعالى القاهرة ، وأنت يا يوناني يمكنك أن تدعي ويمكن غيرك أن يقول : إني واطاتك 

على ذلك ، فاقترح إن كنت مقتر حا ماهو آية لجميع العالمين 

قال له اليوناني : إذا جعلت الاقتراح إلي فأنا أقترح أن تفصل أجزاء تلك 

النخلة وتفر قها وتباعد ما بينها ثم تجمعها وتعيدها كما كانت فقال علي عليه السلام : هذه 

آية وأنت رسولي إليها يعني إلى النخلة فقل لها : إن وصي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يأمر 

أجزاءك أن تتفرق وتتباعد فذهب فقال لها فتفاصلت وتهافتت وتنثرت وتصاغرت ( 1 ) 

أجزاؤها حتى لم يرلها عين ولا أثر ، حتى كأن لم يكن هناك نخلة قط ، فارتعدت 

فرائص اليوناني فقال : ياوصي محمد قد أعطيتني اقتراحي الاول فأعطني الآخر فأمرها 

أن تجتمع وتعود كما كانت 

فقال : أنت رسولي إليها بعد ( 2 ) فقل لها : يا أجزاء النخلة إن وصي محمد رسول الله 

صلى الله عليه وآله يإمرك أن تجتمعي وكما كنت تعودي ، ( 3 ) فنادى اليوناني فقال ذلك 

فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثور ، ( 4 ) ثم جعلت تجتمع جزء جزء منها حتى تصور 

لها القضبان والا وراق وا صول السعف وشما ريخ الا عذاق ، ( 5 ) ثم تألفت وتجمعت و 

استطالت وعرضت واستقر أصلها في مقرها ، وتمكن عليها ساقها ، وتركب على 

* ( هامش ) * ( 1 ) في التفسير : وتهافتت وتفرقت وتصاغرت 

( 2 ) في المصدر : انت رسولى إليها فعد فقل اه 

( 3 ) في المصدر : يامرك ان تجتمعى كما كنت وتعودى اه . 

( 4 ) في التفسير المطبوع : المبثوث ( المنثور ؟ خ ل ) 

( 5 ) في نسخة : والاصول والسعف والشماريخ والاعذاق ( * ) 

[ 73 ] 

الساق قضبانها ، وعلى القضبان أوراقها ، في أمكنتها أعذاقها ، وكانت في الابتداء 

شماريخها متجردة ( 1 ) لبعدها من أوان الرطب والبسر والخلال 

فقال اليوناني : واخرى احب ان تخرج شما ريخها خلالها وتقلبها من خضرة 

إلى صفرة وحمرة وتراطيب وبلوغ ليؤكل وتطعمني ومن حضرك منها فقال علي عليه السلام 

أنت رسولي إليها بذلك فمرها به 

فقال لها اليوناني : يأمرك أميرالمؤمنين عليه السلام بكذا وكذا فأخلت ( 2 ) وأبسرت 

واصفرت واحمرت وترطبت وثقلت أعذاقها برطبها 

فقال اليوناني : واخرى احبها يقرب من يدي أعذاقها ، أوتطول يدي لتنالها ، ( 3 ) 

وأحب شئ إلي أن تنزل إلي إحداها ، وتطول يدي إلى الاخرى التي هي اختها 

 

 

............................................................................ 

-بحار الانوار مجلد: 10 من ص 73 سطر 10 الى ص 81 سطر 10 

 

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام مد اليد التي تريد أن تنالها ( 4 ) وقل : ( يا مقرب 

البعيد قرب يدي منها ) واقبض الاخرى التي تريدأن تنزل العذق إليها وقل : ( يا 

مسهل العسير سهل لي تناول ما يبعد عني منها ) ففعل ذلك وقاله فطالت يمناه 

فوصلت إلى العذق و انحطت الا عذاق الاخرى فسقطت على الارض وقد طالت 

عراجينها ، ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام إنك إن أكلت منها ولم تؤمن بمن أظهر لك عجائبها 

عجل الله عزوجل ( 5 ) من العقوبة التي يبتليك بها مايعتبر بها عقلاء خلقه و جهالهم 

فقال اليوناني : إني إن كفرت بعد مارأيت فقد بلغت في العنادو تناهيت في التعرض للهلاك ، أشهد أنك من خاصة الله ، صادق في جميع أقاويلك عن الله فأمرني بماتشاء 

أطعك 

قال علي عليه السلام : آمرك أن تقرلله بالوحدانية ، وتشهد له بالجود والحكمة 

وتنزهه عن العبث والفساد ، وعن ظلم الا ماء والعباد وتشهد أن محمد الذي أناوصيه 

* ( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : شماريخها متفردة وفى التفسير : مجردة 

( 2 ) في المصدر : فقال لها اليوناني : ما امره اميرالمؤمنين عليه السلام فاخلت 

( 3 ) في الاحتجاج : واخرى احبها ان تقرب من بين يدى اعذاقها ، أوتطول يدى لتناولها 

( 4 ) في المصدر : تريد ان تناولها 

( 5 ) في المصدر : عجل الله عزوجل إليك ( * ) 

[ 74 ] 

سيد الانام ، وأفضل برية في دار السلام ( 1 ) وتشهد أن عليا الذي أراك ماأراك 

وأولاك من النعم ما أولاك خير خلق الله بعد محمد رسول الله ، وأحق خلق الله بمقام 

محمد صلى الله عليه وآله بعده ، والقيام بشرائعه وأحكامه ، وتشهدأن أولياءه أولياء الله ، وأن اعداءه 

أعداء الله ، وأن المؤمنين المشاركين لك فيما كلفتك المساعدين لك على مابه أمرتك 

خير امة محمد صلى الله عليه وآله ، وصفوة شيعة علي عليه السلام 

وآمرك أن تواسي إخوانك المطابقين لك على تصديق محمد صلى الله عليه وآله وتصديقي و 

الانقياد له ولي مما رزقك الله وفضلك على من فضلك به منهم تسد فاقتهم ، وتجبر 

كسرهم وخلتهم ، ( 2 ) ومن كان منهم في درجتك في الايمان ساويته في مالك بنفسك ، 

ومن كان منهم فاضلا عليك في دينك آثرته بمالك على نفسك حتى يعلم الله منك أن 

دينه آثر عندك من مالك ، وأن أولياءه أكرم إليك من أهلك وعيالك ، وآمرك أن 

تصون دينك وعلمنا الذي أودعناك وأسرارنا التي حملناك ، فلاتبد علومنا لمن يقابلها 

بالعناد ، ويقابلك من أجلها بالشتم واللعن والتناول من العرض والبدن ولاتفش سرنا 

إلى من يشنع علينا عندالجاهلين بأحوالنا ، ويعرض أولياءنا لبوادر الجهال ، وآمرك 

أن تستعمل التقية في دينك فإن الله عزوجل يقول : ( لايتخذالمؤمنون الكافرين أولياء 

من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ) وقد 

أذنت لك في تفضيل أعدائنا عليناإن ألجأك خوف إليه وفي إظهار البراءة منا إن 

حملك الوجل إليه ، وفي ترك الصلوات المكتوبات إذا خشيت على حشاشتك الآفات 

والعاهات ، فإن تفضيلك أعداءنا علينا عند خوفك لاينفعهم ولايضرنا ، وإن إظهارك 

براءتك مناعند تقيتك لايقدح فينا ولاينقصنا ، ولئن تبرأ منا ساعة بلسانك وأنت موال 

لنا بجنانك لتبقى على نفسك روحها التي بها قوامها ، ومالها الذي به قيامها ، وجاهها الذي 

به تماسكها ، وتصون من عرف بذلك وعرفت به من أوليائناو إخواننا وأخواتنا من بعد 

ذلك بشهور وسنين إلى أن تنفرج تلك الكربة وتزول به تلك الغمة ، فإن ذلك أفضل 

* ( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : وافضل رتبة في دارالسلام وفى التفسير : وافضل رتبة من اهل دارالسلام 

( 2 ) أى فقرهم ( * ) 

[ 75 ] 

من أن تتعرض للهلاك ، وتنقطع به عن عمل في الدين وصلاح إخوانك المؤمنين ، وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شائط بدمك ودماء إخوانك ، 

معرض لنعمك ونعمهم للزوال ، مذل لهم ( 1 ) في أيدي أعداء دين الله ، وقد أمرك الله 

بإعزازهم ( 2 ) فإنك إن خالفت وصيتي كان ضررك على نفسك وإخوانك أشد 

من ضرر المناصب لنا ( 3 ) الكافربنا . ( 4 ) 

بيان : ( قوله : ولايخيبك ) في نسخ التفسير : ( ولايخيسك ) من خاس بالعهد ، أي 

نقض ، كناية عن عدم النفع . وقال الجوهري : قمحت السويق وغيره بالكسر : إذا 

استففته وقال : القصف : الكسر ، والتقصف : التكسر . وقال : السحوق من النخل : 

الطويلة . وقال : الحشاشة : بقية الروح في المريض . وقال : شاط فلان أي ذهب دمه 

هدرا ، وأشاطه بدمه وأشاط دمه أي عرضه للقتل 

* ( باب 5 ) * 

* ( أسؤلة الشامى عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه في مسجد الكوفة ) * 

1 ن ، ع : محمدبن عمربن علي بن عبدالله البصري ، عن محمدبن عبدالله بن أحمد 

ابن جبلة ، عن عبدالله بن أحمدبن عامر الطائي ، عن أبيه ، عن الرضا عن آبائه ، 

عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذقام ( 5 ) 

إليه رجل من أهل الشام فقال : يا أميرالمؤمنين إني أسألك عن أشياء فقال : سل تفقها 

ولا تسأل تعنتا ، فأحدق الناس بأبصارهم 

فقال : أخبرني عن أول ماخلق الله تبارك وتعالى . فقال : خلق النور . قال : فمم 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : مذل لك ولهم 

( 2 ) في التقسير : وقد أمرك الله باعزاز دينه وإعزازهم . 

( 3 ) في التفسير : الناصب لنا . 

( 4 ) تفسيرالعسكرى : 67 - 70 . الاحتجاج : 122 - 125 

( 5 ) في نسخة : اذاقام ( * ) 

[ 76 ] 

خلق السماوات ؟ قال : من بخار الماء قال : فمم خلق الارض ؟ قال : من زبد الماء 

قال : فمم خلقت الجبال ؟ قال : من الامواج قال : فلم سميت مكة ام القرى ؟ قال 

لان الارض دحيت من تحتها 

وسأله عن سماء الدنيا مماهي ؟ قال : من موج مكفوف وسأله عن طول الشمس و 

القمر وعرضهما قال : تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ وسأله كم طول الكواكب و 

عرضه ؟ قال : اثناعشر فرسخا في اثني عشر فرسخا وسأله عن ألوان السموات السبع و 

أسمائها فقال له : اسم السماء الدنيا : رفيع وهي من ماء ودخان ، واسم السماء الثانية : 

قيدرا ، ( 1 ) وهي على لون النحاس ، والسماء الثالثة اسمها : الماروم ( 2 ) وهي على لون 

الشبه ، والسماء الرابعة اسمها : ارفلون وهي على لون الفضة ، والسماء الخامسة اسمها 

هيعون وهي على لون الذهب ، والسماء السادسة اسمها : عروس ، وهي ياقوتة خضراء ، 

والسماء السابعة اسمها : عجماء وهي درة بيضاء 

وسأله عن الثور ما باله غاض طرفه ولا يرفع رأسه إلى السماء ؟ قال : حياءمن 

الله عزوجل ، لما عبدقوم موسى العجل نكس رأسه ( 3 ) 

وسأله عن المد والجزر ماهما ؟ قال : ملك موكل بالبحار يقال له رومان 

فإذا وضع قدميه في البحرفاض وإذا أخرجهما غاض 

وسأله عن اسم أبي الجن . فقال : شومان الذي خلق من مارج من نار . 

وسأله هل بعث الله نبيا إلى الجن ؟ فقال : نعم بعث إليهم نبيا يقال له يوسف 

فدعاهم إلى الله فقتلوه . 

وسأله عن اسم ابليس ماكان في السماء ؟ فقال : كان اسمه الحارث . 

وسأله لم سمي آدم آدم ؟ قال : لانه خلق من أديم الارض 

وسأله لم صارالميراث للذكر مثل حظ الانثيين ؟ فقال : من قبل السنبلة ، كان 

* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فيدوم 

( 2 ) في العلل : اسمها المادون وفى هامش العيون أضاف الهاروم 

( 3 ) في عيون الاخبارهنا زيادة وهى هذه : وسأله عمن جمع بين الاختين فقال : يعقوب بن 

إسحاق جمع بين حبار وراحيل فحرم بعد ذلك ، ففيه انزل : ( وأن تجمعوا بين الاختين ) ( * ) 

[ 77 ] 

عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة ، وأطعمت آدم حبتين ، فمن 

أجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الانثيين . 

وسأله عمن خلق الله من الا نبياء مختونا . فقال : خلق الله آدم مختونا ، وولدشيث 

مختونا ، وإدريس ، ونوح ، ( 1 ) وإبراهيم ، وداود ، وسليمان ، ولوط ، إسماعيل ، و 

موسى وعيسى ، ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين . 

وسأله كم كان عمر آدم ؟ فقال : تسعمائة سنة وثلاثين سنة . 

وسأله عن أول من قال الشعر فقال : آدم . قال : وماكان شعره ؟ قال : لما انزل 

إلى الارض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل قال آدم 

عليه السلام : 

تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الارض مغبر قبيح 

تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح ( 2 ) 

فأجابه إبليس : 

تنح عن البلاد و ؟ ساكنيها * ففي الفردوس ضاق بك الفسيح ( 3 ) وكنت بهاوزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيامريح 

فلم تنفك من كيدى ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح ( 4 ) 

فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلدريح ( 5 ) 

* ( هامش ) * ( 1 ) زادفى العيون : وسام بن نوح . 

( 2 ) اضاف في العيون : 

أرى طول الحياة على غما * وهل انا من حياتى مستزيح 

ومالى لاأجود بسكب دمع * وهابيل تضمنه الضريح 

قتل قابيل هابيلا أخاه * فواحز نا لقد المليح 

( 3 ) في العيون : فبى في الخلد ضاق بك الفسيح 

( 4 ) في العيون هنا زيادة وهى هذه : 

وبدل أهلها أثلا وخمطا * بجنات وأبواب منيح 

( 5 ) في العيون هنازيادة وهى هذه : وسأله عن بكاء آدم على الجنة وكم كان دموعه التى جرت 

من عينه ؟ قال : بكاء آدم مائة سنة ، وخرج من عينه اليمنى مثل دجلة ، ومن الاخرى مثل الفرات . ( * ) 

[ 78 ] 

وسأله كم حج آدم عليه السلام من حجة ؟ فقال له : سبعين حجة ( 1 ) ماشيا على 

قدميه وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء ، وخرج معه من 

الجنة ، وقدنهي عن أكل الصرد والخطاف 

وسأله ماباله لا يمشي على الارض ؟ قال : لانه ناح على بيت المقدس فطاف 

حوله أربعين عاما يبكي عليه ، ولم يزل يبكي مع آدم عليه السلام فمن هناك سكن البيوت 

ومعه تسع آيات ( 2 ) من كتاب الله عزوجل مما كان آدم يقرؤها في الجنة وهي معه 

إلى يوم القيامة : ثلاث آيات من أول الكهف ، وثلاث آيات من سبحان ( 3 ) وهي ( و 

إذا قرأت القرآن ) وثلاث آيات من يس : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم 

سدا ) 

وسأله عن أول من كفر وأنشأ الكفر فقال : إبليس لعنه الله وسأله عن اسم 

نوح ماكان ؟ فقال : كان اسمه السكن ، وإنما سمي نوحا لانه ناح على قومه ألف 

سنة إلا خمسين عاما 

وسأله عن سفينة نوح عليه السلام ماكان عرضها وطولها فقال : كان طولها ثمانمائة 

ذراع ، وعرضها خمسمائة ذراع ، وارتفاعها في السماء ثمانون ذراعا 

ثم جلس الرجل وقال إليه آخر فقال : يا أميرالمؤمنين أخبرنا عن أول شجرة 

غرست في الارض فقال : العوسجة ومنها عصا موسى عليه السلام 

وسأله عن أول شجرة نبتت في الارض فقال : هي الدبا وهو القرع وسأله 

عن أول من حج من أهل السماء فقال له : جبرئيل عليه السلام 

* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : سبعمائة حجة 

( 2 ) في العيون : ونزل آدم ومعه تسع آيات 

( 3 ) في العيون : من سبحان الذى اسرى 

( 4 ) كذا في المصدر ، وفي هامش العيون : أمام الطوفان بدل ( أيام ) ويأتي في الباب الاتى 

عن المناقب أنه سأله عن اول بقمة علت على الماء في أيام طوفان ، فقال عليه السلام : ذاك موضع 

الكعبة لانهاكانت ربوة ( * ) 

[ 79 ] 

وسأله عن أول بقعة بسطت من الارض أيام الطوفان فقال له : موضع الكعبة 

وكان زبرجدة خضراء 

وسأله عن أكرم واد على وجه الارض . فقال له : واد يقال له سرنديب ، سقط 

فيه آدم عليه السلام من السماء 

وسأله عن شر واد على وجه الارض فقال له : واد باليمن يقال له برهوت ، وهو 

من أودية جهنم وسأله عن سجن سار بصاحبه فقال : الحوت سار بيونس بن متى 

عليه السلام وسأله عن ستة لم يركضوا في رحم فقال : آدم ، وحواء وكبش 

إبراهيم ، وعصا موسى ، وناقة صالح ، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم وطار بإذن 

الله عزوجل 

وسأله عن شئ مكذوب عليه ليس من الجن ولا من الانس فقال الذئب 

الذي كذب عليه إخوة يوسف عليه السلام . وسأله عن شئ أوحى الله عزوجل إليه ليس من 

ال